المصدر / وكالات
رجحت صحيفة The Times البريطانية إقدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مصالحة روسيا للحيلولة دون تحالف بين موسكو وأنقرة يناصب واشنطن العداء.
وبالوقوف على حالة الرئيس الأمريكي، أعادت الصحيفة البريطانية للأذهان الوصف الذي يلصق به كسائر الرؤساء الأمريكيين مع قرب انتهاء ولايتهم الرئاسية، مشيرة إلى أنه لم يعد بطة عرجاء فحسب كباقي أسلافه من الرؤساء، بل صار "بطة ميتة منتوفة الريش".
وذكّرت الصحيفة بأن أوباما قد انتهج في السنوات الأولى من رئاسته مبدأ "ألا تعمل أفضل من أن تعمل"، وفي ذلك يكمن امتناعه عن فعل أي شيء في سوريا وليبيا والعراق.
كما عكف أوباما، على إظهار الولايات المتحدة البلد الأقوى عسكريا في العالم، لكنه فقد الإرادة للقتال، وذلك في رغبة منه بأن يتم تقييم نهجه السياسي بعدد الحروب التي لم يخضها.
ولفتت The Times النظر إلى أن "فتح" الرئيس الأمريكي كوبا، قد تعكّر بانعدام الرغبة لدى الأخوين كاسترو في تقاسم السلطة، فيما إيران ورغم الصفقة التي أبرمها معها، "حولت الأموال التي حصلت عليها من أمريكا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن إتاحة طهران مؤخرا قواعدها الجوية لروسيا".
ومما زاد الطين بلة على خلفية هذه التطورات، تدهورت العلاقات بين واشنطن وأنقرة بشكل خطير في أعقاب الانقلاب الفاشل في تركيا، /إذ تتمنّع واشنطن عن تسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء هذا الانقلاب وتدبيره/.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، أن أوباما في خضم ذلك، ودرءا منه "لانجراف تركيا نحو روسيا"، قد يقدم على المصالحة مع موسكو، ليدخل التاريخ بصفقة يبرمها مع /الرئيس الروسي/ فلاديمير بوتين تنسى واشنطن بموجبها أوكرانيا، وتكف فيها روسيا عن مغازلة تركيا، إذ أن موسكو على ثقة تامة بأن قلق واشنطن لإبقاء تركيا في الناتو، أشد بكثير من استمرارها في الخلاف مع موسكو حول قضية القرم.
وكل ذلك، حسب الصحيفة البريطانية، مصحوب بقلق أوروبي عارم تجاه اتفاقات الهجرة مع أنقرة، يفوق أهمية ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
من المستبعد حدوث ذلك!
اعتبر الخبير السياسي سيرغي ميخييف في تعليق على تكهنات The Times، أنه من غير المرجح صدقها وإقدام الرئيس الأمريكي على مصالحة موسكو، أو تبني خطوات تحسب له مع أفول ولايته، وقال: "لم يتبق إلا القليل على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأرى أنه من شبه المستحيل تبني خطوات ذات أهمية، وتسخيرها في الحملة الانتخابية. لا أرى أين تكمن مكاسب أوباما في الخطوات التي قد يقوم بها حسب الصحيفة".
وأضاف: "هل ينوي الرئيس الأمريكي دخول التاريخ؟ لقد دخله أصلا بصفته أول رئيس أمريكي أسود، ناهيك عن أنه من المستبعد أن يمثل التقارب مع موسكو عاملا ذا أهمية في سياق السياسة الداخلية الأمريكية، ولا سيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن من يسعى لشغل كرسي أوباما بعد خلوّه، هيلاري كلينتون المعروفة بعدائها لروسيا.