المصدر / وكالات
ما زالت خمس وثائق في الاتفاق الروسي الأميركي بخصوص سوريا سرية ترفض أميركا طلب حلفائها الاطلاع على التفاصيل، مبررة هذا التكتم بوجود بنود حساسة.
لكن الحلفاء لا يمكن أن يبقوا حلفاء حول أمر يجهلونه، فهذه هي الدبلوماسية الفرنسية تخرج عن رزانتها التي عرفت بها وتضطر لمخاطبة واشنطن عبر وسائل الإعلام طالبة الكشف عن المخفي، لا بل موسكو نفسها شريكة واشنطن في الاتفاق بدت كمن يبتز الأميركيين بالتلويح بنشر تفاصيله.
مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس هو أيضا لا يعرف لماذا تتكتم واشنطن، فربما -بحسب قوله- هناك خلافات أميركية على الصورة النهائية للاتفاق، أما المحسوم عنده فهو أن الاتفاق جيد لروسيا إذا وعدت أميركا بالتعاون على قصف جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) إذا استمر وقف إطلاق النار.
ووفقا له، فإن أميركا إذا مضت في هذا الخيار وقصفت النصرة فسيضعف ذلك المقاومة ويقوي الأسد، لأن قوات النصرة متشابكة مع المعارضة السورية.
بوتين لاعبا
في ذات السياق، قال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار أبو دياب إن أميركا هي التي وافقت منذ سبتمبر/أيلول 2013 على أن يكون بوتين اللاعب الرئيسي في سوريا، وهي منحته القدرة على المناورة الإستراتيجية لأن مصالحها العليا لم تمس.
وعليه، يرى أنه منذ التراجع عن الخطوط الحمراء في 2013 وتوقيع الاتفاق الكيميائي سمحت أميركا لروسيا بأن تدير حبكة التقاطعات مع إيران وإسرائيل تحت عينها ورضاها، وبالتالي فما لم تفعله إدارة أوباما قبل ثلاث سنوات لن تفعله وهي في شهورها الأخيرة.
أما ما مارسته أميركا فيضيف أنها عملت على عدم إسقاط النظام وعدم سحق المعارضة، وهو الذي أدى إلى حالة من التمييع التي يستفيد منها نظام لا يؤمن سوى بالحل العسكري.
ومضى يقول إن الصدقية يمكن أن يسأل عنها الروس لا النظام السوري، فالمساعدات لم تدخل منذ بدء الهدنة ولم يتم وقف إطلاق النار، بينما الشرط المتفق عليه مقابل ذلك هو الحرب على الإرهاب أي ضم فتح الشام إلى تنظيم الدولة، مشككا في إمكانية فرض الشروط على المعارضة بعد كل هذه الدماء التي سفكت في سوريا.