المصدر / وكالات
وجهت صحيفة واشنطن بوست انتقادا لاذعا للرئيس الأميركي باراك أوباما، بسبب ما وصفته بالتقاعس في الرد على استفزازات إيران للعالم، بإجرائها تجربتين لصاروخين بعيدي المدى في الشهرين الماضيين.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن لجنة تابعة للأمم المتحدة أكدت أن إيران أجرت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول تجربة على صاروخ مداه 600 ميل (965 كيلومترا) على الأقل قادر على حمل رأس نووية، في انتهاك لقرار الأمم المتحدة الذي يحظر مثل هذه التجارب، مضيفة أن إيران قد أجرت -على الأرجح أيضا- تجربة مماثلة أخرى في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت إن إيران بتنفيذها للاتفاق النووي المبرم معها تنفذ البنود التي تمكنها من الحصول على المئة مليار دولار المجمدة وإنهاء العقوبات المتصلة بتصديرها النفط وبنظامها المصرفي، بينما تقوم بتوسيع أنشطتها العسكرية غير القانونية في مجالات أخرى وتتحدى الغرب والعالم.
سلوك متقاعس
وأعربت الصحيفة عن أسفها لعدم رد إدارة أوباما على هذه الانتهاكات، قائلة إن هذا السلوك المتقاعس أمر عادي من هذه الإدارة، موضحة أن أوباما يحاول بكل الطرق التقليل من شأن هذه القضايا، وبالتالي يشجع إيران لتضغط للحصول على مكاسب أكبر.
وذكرت أنها سبق أن لفتت الانتباه إلى أن نظام المرشدعلي خامنئي ينتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ دون رادع حتى بعد توقيعهالاتفاق النووي. وأشارت إلى محاكمة مراسلها جيسون رضايان التي وصفتها بالظالمة وإلى اعتقال رجلي أعمال يحملان الجنسية الأميركية.
وقالت إنه ليس من الصعب معرفة أسباب "هذا السلوك غير المسؤول"، فالرئيس الأميركي يتردد حاليا في فعل أي شيء يعطل صفقة النووي مع إيران قبل أن تقوم طهران بتفكيك آلاف أجهزة الطرد المركزي وتخفيف أو إزالة أطنان من اليورانيوم المخصب، وإن نفس هذا المنطق هو الذي يقف وراء تهاونه إزاء "التدخلات الإيرانية المهلكة" في سوريا واليمن وغيرهما.
وأكدت الصحيفة أن هذا المنطق يتجاهل العلاقة الواضحة بين التجارب الصاروخية وطموحات إيران النووية، لأن الهدف الوحيد من هذه التجارب هو حمل الرؤوس النووية.
استغلال الخوف
واستمرت تقول إن من الواضح أن إيران -بانتهاكها قرارات الأمم المتحدة- تقوم باختبار إرادةالولايات المتحدة وحلفائها لتنفيذ النظام الشامل الذي يقيّد طموحاتها النووية، فإذا لم يكن هناك رد حازم فستضغط بانتهاكات أخرى مثل نظام التفتيش، وإنها ستستغل إلى أقصى حد خوف أوباما من القضاء على أهم إنجازاته.
واختتمت قائلة إن من الحكمة أن يتخذ أوباما خطوة حازمة وجادة الآن ردا على التجارب الصاروخية الإيرانية، بدلا من التغطية عليها أو محاولة إخفائها أو التقليل من شأنها.