المصدر / وكالات
تسارعت وتيرة الهبوط الحاد الذي استهلت به أسواق النفط العام الجديد اليوم الثلاثاء حيث نزلت أسعار الخام نحو 6% إلى مستويات جديدة هي الأدنى في 12 عاما وينذر استمرار الاضطرابات في أسواق الأسهم الصينية بوصوله إلى 20 دولارا للبرميل. وفي ظل تسارع وتيرة الهبوط أثار الانخفاض أمس الذي يمثل أكبر خسارة يومية منذ سبتمبر موجة من التداول الجنوني في السوق.
وحذر مورجان ستانلي من أنه إذا سجل اليوان الصيني مزيدا من التراجع فإنه قد يدفع أسعار النفط للتهاوي إلى نطاق 20-25 دولارا للبرميل لتواصل خسائرها التي تكبدتها منذ بداية العام وبلغت 15%.
وبينما تثير الاضطرابات الصينية قلق المتعاملين بشأن آفاق الطلب من ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم تقول شركات التنقيب في الولايات المتحدة إنها تركز على مواصلة تشغيل آبارها لأطول فترة ممكنة رغم هبوط النفط.
وهبط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت دولارين في العقود الآجلة ليصل عند التسوية إلى 31.55 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ أبريل 2004. وفقد برنت أكثر من 15 بالمئة من قيمته في موجة هبوط استمرت ست جلسات متتالية وهي أكبر خسائر من نوعها في عام.
ونزل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.75 دولار في العقود الآجلة ليبلغ عند التسوية 31.41 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2003.
وقلص المضاربون المراكز الدائنة الصافية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2010 بينما ارتفعت المراكز المدينة الصافية في علامة على فقد المتعاملين الثقة في أن تشهد الأسعار ارتفاعا في وقت قريب.
وكانت أسعار النفط قد عمقت خسائرها الى مستويات تاريخية جديدة مساء أمس مسجلة أسعاراً لم يشهدها العالم منذ ما قبل احتلال العراق في العام 2003، في الوقت الذي غابت عن الأسواق أية عوامل تدفع الأسعار الى الارتفاع، فيما قال خبير نفطي يقيم في لندن لــ"العربية نت" إن "الأسعار وصلت على الأغلب الى القاع".
ومني مزيج "برنت" بخسائر تجاوزت 5% ليتم تداوله عند سعر 31.5 دولاراً للبرميل، فيما عمق الخام الأمريكي خسائره بشكل أكبر ومني بخسائر تجاوزت 6.5% عند الساعة السادسة مساءاً بتوقيت غرينتش، حيث هبط لأول مرة منذ 12 عاماً الى مستويات الثلاثين دولاراً وتم تداول البرميل الواحد عند سعر 30.88 دولاراً.
وجاء الهبوط الحاد في أسعار النفط ليعمق الجراح التي خلفها النفط الأسبوع الماضي، حيث فقد في أسبوع واحد نحو 10% من قيمته، وهو الأسبوع الأول لتداولات العام الحالي، ليكون الذهب الأسود قد فقد أكثر من 15% من قيمته منذ بداية العام وحتى نهاية تداولات الاثنين.
وبخسائر النفط أمس واليوم تسجل تراجعات مستمرة للجلسة السادسة على التوالي، إذ لم يغلق منذ بداية العام وحتى الأن على أي ارتفاع مطلقاً، إلا أن خسائر الاثنين هي الأعمق والأكبر منذ بداية العام الحالي، ومنذ عدة أسابيع مضت. وبحسب مسح أجرته "العربية نت" فان كافة السلع والمعادن تقريباً سجلت خسائر متباينة حيث هبط الذهب بنحو 0.6%، وخسرت الفضة 0.85%، وخسر الغاز الطبيعي 3.2%، وهبط البلاتين بنسبة 3.67%.
وتوقع تقرير نشرته "ديلي تلغراف" البريطانية أن تواصل أسعار النفط النزيف خلال العام الحالي، مشيراً الى أن سبب الانهيار هو توقف برنامج التيسير الكمي في الولايات المتحدة، والذي بدأ وقفه تدريجياً اعتباراً من أكتوبر 2014، حيث بدأ النفط بعد ذلك مباشرة مشوار الهبوط المستمر حتى الأن.
إلى ذلك تبين من تقرير أميركي يتابع نشاط أسواق السلع أن كبار المضاربين خفضوا عمليات شراء النفط لأقل من 50 ألف تعاقد أو 50 مليون برميل في الأسبوع، حتى يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما أعطى انطباعاً اضافياً بأن مسلسل التراجع في الأسعار سيستمر طويلاً.
ورغم ذلك توقع خبير نفطي عربي يقيم في لندن أن تكون الأسعار قد وصلت الى القاع، أو أنها اقتربت من ذلك، واستبعد في حديثه لــ"العربية نت" أن تعود الأسعار الى مستويات التسعينيات من القرن الماضي، لافتاً الى أن "حاجة العالم اليوم للنفط والطاقة أصبحت أكبر بكثير والاقتصادات المستهلكة مثل أمريكا والصين تضخمت ولا يمكن أن تنكمش فتعود 20 عاماً إلى الوراء"