المصدر / وكالات - هيا
رائد موسى-غزة
يترقب أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي باهتمام بالغ ما يتم تداوله حاليا بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، ويمنون أنفسهم بأن يكون وقت معانقة أبنائهم للحرية قريبا.
ورجح مفوض العلاقات العامة في مفوضية الشهداء والجرحى والأسرى في غزة أسامة مرتجى التوصل إلى صفقة "وفاء الأحرار 2" لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية، لكنه قدر أنها لن تخرج إلى النور قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل/نيسان المقبل.
وأكد مرتجى في حديث للجزيرة نت أن مصر بذلت وستبذل جهودا جادة مع إسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، حيث إن جهودها السابقة اصطدمت بتعنت إسرائيل في خصوص آليات الإفراج عن الأسرى من حيث الأعداد والنوعية.
وقال إن المقاومة في غزة تحرص هذه المرة على عدم تكرار -ما وصفها- بـ"أخطاء صفقة وفاء الأحرار 1"، أو ما تعرف بـ"صفقة شاليط" التي نجحت في تحرير ألف أسير، إضافة إلى 27 أسيرة، في حين وضعت إسرائيل حينها "فيتو" على أسماء أسرى من قادة الحركة الأسيرة ونواب المجلس التشريعي.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن المقاومة تصر هذه المرة على تحرير 67 أسيرا من محرري صفقة شاليط الذين أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم، قبل البدء في أي مفاوضات جادة بخصوص الصفقة الجديدة.
شروط المقاومة
كما أكدت المقاومة تمسكها بأسماء محددة من الأسرى، أبرزهم: الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي البارز في حركة فتح النائب مروان البرغوثي، وقادة كبار في كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وأبرزهم حسن سلامة وعباس السيد وعبد الله البرغوثي، وغيرهم من الأسرى الذين لا أمل في تحريرهم إلا بصفقة سياسية أو صفقة تبادل.
وبخصوص ما تتحدث عنه مصادر إسرائيلية بشأن 1500 أسير قد تشملهم الصفقة، أكد مرتجى أن المقاومة تتطلع إلى ضعف هذا العدد استنادا إلى ما تمتلكه حركة حماس من "أوراق قوة" تتعلق بعدد الجنود الأسرى لديها، بغض النظر عن طبيعة وضعهم الصحي، سواء كانوا أمواتا أو أحياء.
وقال إن الحركة تعمل منذ شهور على تحديث المعلومات وقوائم الأسرى، وتتواصل مع القوى والفصائل من أجل الحصول على آخر البيانات المتعلقة بالأسرى في سجون الاحتلال، خصوصا الذين يقضون أحكاما عالية.
وتوقع مرتجى أن تشمل الصفقة تحرير جميع أسرى قطاع غزة وعددهم 285 أسيرا، و46 أسيرا يقبعون في السجون منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وستة نواب في المجلس التشريعي، إضافة إلى جميع الأسيرات والأسرى الأطفال.
ويقبع في سجون الاحتلال حاليا زهاء 6500 أسير، من بينهم 48 أسيرة و250 طفلا، والمئات من هؤلاء الأسرى يقضون أحكاما عالية بالسجن المؤبد مدى الحياة (مؤبد عسكري، 99 عاما).
حراك مصري
وقال مرتجى إن المرحلة المقبلة ستشهد تحركا مصريا على صعيد ملفي التهدئة وصفقة التبادل مع إسرائيل، وذلك بعد حصولها على موافقة "حماس" في هذا الإطار، وذلك ضمن التفاهمات التي تمت بين الحركة والمخابرات المصرية، وكان من أولى ثمارها إفراج مصر عن المحتجزين الأربعة من كتائب القسام.
وقالت والدة عميد أسرى قطاع غزة الأسير ضياء الآغا إن الحديث عن صفقة التبادل يسيطر على أوساط الأسرى في السجون.
وأضافت في حديثها للجزيرة نت أن ضياء المعتقل منذ 27 عاما سألها باهتمام شديد خلال زيارتها الأخيرة له في السجن في 11 نوفمبر/شباط الماضي عن صفقة التبادل، ومدى جدية التفاوض بين المقاومة والاحتلال.
ووصفت أم ضياء صفقة التبادل بالنسبة للأسرى بأنها مثل "الماء والهواء"، فهم يترقبون أي بارقة أمل للتحرر من ظلام السجن.
وتتابع أم ضياء باهتمام كبير كل ما يتم تداوله عن صفقة التبادل، وكلها أمل أن يجمعها لقاء قريب بنجلها ضياء الذي كان من المرشحين للتحرر في "صفقة شاليط" عام 2010، لكنها تعرضت لصدمة حينها ببقائه في السجن، وتقول "ما بدي (لا أريد) من الدنيا شيء إلا رؤية ضياء واحتضانه قبل موتي".
وكانت المقاومة قد أبرمت في أكتوبر/تشرين الأول 2011 صفقة تبادل مع إسرائيل بوساطة مصرية أطلق عليها "وفاء الأحرار"، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا مقابل إطلاق حماس سراح الجندي جلعاد شاليط الذي كان محتجزا لديها.
لكن إسرائيل أعادت في يونيو/حزيران 2014 اعتقال 67 من الفلسطينيين المفرج عنهم من الضفة الغربية المحتلة.