المصدر / وكالات
أصر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس، على أن محادثات السلام بشأن سوريا ستمضي قدما في جنيف لكن المعسكرات المتنافسة لا تزال مختلفة على من ينبغي دعوته للمشاركة رغم أنه لم يتبق على موعد المحادثات سوى بضعة أيام.
وأقر كيري بأن الموعد قد يؤجل لما بعد التاريخ المقرر 25 يناير كانون الثاني لكنه قال، إنه لن يكون هناك تأجيل كبير وسيرسل مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الدعوات يوم الأحد.
وقال للصحفيين في دافوس "ما سيحدث هو أنه سيكون هناك بعض المناقشات (في جنيف) يوم الاثنين ويمكن أن أقول إن المشاركين (في المفاوضات) سيكون بمقدورهم المجئ بحلول الثلاثاء والأربعاء. نرى ذلك أمرا لوجيستيا فحسب."
وفي ظل عدم ظهور حل عسكري في الأفق بعد قرابة خمسة أعوام من الحرب وسقوط أكثر من 250 ألف قتيل اتفق كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء على أن المحادثات ينبغي أن تمضي قدما رغم عدم الاتفاق فيما يبدو على من ينبغي أن يمثل المعارضة.
وقال كيري إن الاجتماعات التمهيدية ستكون غير مباشرة. وأضاف "الاجتماع الأول سيكون غير مباشر ... لن تروا وضعا يجلسون فيه على مائدة يحدقون إلى بعضهم البعض او يصرخون في بعضهم البعض."
ولم تتفق القوى الدولية الداعمة للمحادثات- بمن فيها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا- على الجماعات التي ينبغي أن تصنف على أنها إرهابية ومن المرجح أن يستمر النقاش حول هذا مع تنقل دي ميستورا بين الوفود في جنيف.
ورفضت روسيا وإيران اللتان تدعمان الرئيس بشار الأسد محاولات السعودية- التي تعارضه هي والولايات المتحد وقوى أوروبية- لتنظيم وفد المعارضة الذي سيشارك في المحادثات.
وتريد روسيا توسيع نطاق فريق المعارضة ليشمل شخصيات أخرى يمكن اعتبارها قريبة من طريقة تفكيرها لكن المعارضة قالت إنها ستقاطع مفاوضات جنيف إذا أصرت روسيا على هذا التعديل.
*محادثات من جانب واحد؟
من بين اعتراضات روسيا أن يكون محمد علوش كبير المفاوضين نيابة عن المعارضة.
وعلوش عضو في جماعة جيش الإسلام وهي جماعة معارضة مسلحة رئيسية تعتبرها روسيا منظمة إرهابية ويقول دبلوماسيون إنه أحد أقرباء زهران علوش قائد جيش الإسلام الذي قتل في ضربة جوية روسية الشهر الماضي.
لكن الكثير من أعداء الأسد يعتبرون جيش الإسلام طرفا مشروعا في المعارضة.
وأصر علوش، على أنه ينبغي للحكومة وقف الهجمات ضد المدنيين ورفع الحصار المفروض على مناطق قبل بدء المحادثات.
وقال لرويترز "الجلسة لن تتم إلا عندما يتم تنفيذ الإجراءت .. ما دام ما في إجراءات .. الفرص صفر."
وتابع قوله، "لا نريد أن نذهب إلى حل سياسي من أجل أن نلتقط الصور في جنيف."
وقال دبلوماسي روسي، إنه إذا قاطع وفد علوش محادثات جنيف فإن الحكومة السورية ستتفاوض مع وفد بديل للمعارضة تفضله روسيا. وقال إن اليوم الأخير لبدء المحادثات سيكون 29 يناير كانون الثاني.
ورفض دبلوماسي غربي التصريحات الروسية، وقال إنه بدون وجود المعارضة لن يكون هناك حديث عن مفاوضات بينما قال علوش إن بعض خيارات روسيا لوفد المعارضة مثل وحدات حماية الشعب ينبغي أن تكون في صف الحكومة.
وقال "كيف تجرى محادثات مع جانب واحد؟"
واتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، روسيا بتعريض المحادثات للخطر بإصرارها على ضم "جماعات إرهابية" مثل وحدات حماية الشعب.
وقال "بعض الدوائر وبينها روسيا تريد أن تخرب جانب المعارضة بفرض عناصر أخرى على المعارضة مثل وحدات حماية الشعب التي تتعاون مع النظام وتهاجم المعارضة المعتدلة."
وقال وزير خارجية إيران، إن عشرة من المشاركين في وفد المعارضة هم من أعضاء تنظيم القاعدة وهو واحد من ثلاثة جماعات قال إنه ينبغي منعها من المشاركة.
وأكد دبلوماسي كبير من فرنسا- التي تساعد جماعات المعارضة السورية المعتدلة في الإعداد للمحادثات مع الحكومة- يوم الخميس أن تجمعا تأسس في الرياض الشهر الماضي هو الذي يجب أن يشكل وفد المعارضة.
وقال "ما لا نريده هو تكرار تجربة جنيف 2" في إشارة الى المفاوضات التي عقدت في 2014 وفشلت بعدما بدأت بأيام قليلة.
وتابع قوله "مجلس الأمن واضح. ينبغي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص (ستافان) دي ميستورا العمل مع تجمع المعارضة الذي تشكل في الرياض. لا أستحسن وجود قوة ثالثة."