المصدر / وكالات - هيا
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد معتبرا ذلك "مطلبا يتطلع إليه الشعب التركي والعالم الإسلامي منذ سنوات".
وقال في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية "مسألة تحويل اسم آيا صوفيا إلى متحف خطأ كبير، وقد آن الأوان لاتخاذ خطوة لتغيير هذا الوضع، وبناء عليه لن يتم ذكر آيا صوفيا كمتحف حيث ستخرج من وضعها هذا، وسنذكرها كمسجد".
وأضاف "وسيأتي السياح من كل مكان ليزوروا مسجد آيا صوفيا وليس متحف آيا صوفيا كما يزورون مسجدي السلطان أحمد والسليمانية بإسطنبول".
وحول ردود الفعل الغربية لمثل تلك الخطوة، قال الرئيس "البعض يخرج علينا ليطلب منا ألا نفعل ذلك، وهم لا ينبسون ببنت شفة حيال ما يحدث من اعتداءات على المسجد الأقصى حيث يدخله الجنود بأحذيتهم ويلقون بالمصاحف على الأرض، فنحن مسلمون ومثل هذه الأمور تضايقنا، لذلك على الصامتين حيال ذلك ألا يخرجوا ليعلمونا ما نفعل أو لا نفعل".
وتعد تصريحات أردوغان تلك -بشأن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد- الثانية من نوعها خلال أسبوع حيث سبق أن ذكر أن ثمة توجها لاتخاذ تلك الخطوة بعد الانتخابات المحلية المزمعة الأحد المقبل، لإعادة آيا صوفيا إلى أصله، وليس جعله مجاني الدخول فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفا، وسيسمى مسجدا.
وتأتي إثارة الحديث حول وضع آيا صوفيا بعد المذبحة الإرهابية التي استهدفت مسجدين في نيوزيلندا يوم 15 مارس/آذار الجاري وقام بها إرهابي يميني أسترالي، مما أدى إلى مقتل خمسين مصليا وإصابة العشرات.
وتطرق الرئيس إلى عبارة وردت في "البيان" الطويل الذي أعدّه هذا الإرهابي وقال فيه إن كنيسة آيا صوفيا "ستتحرر" من مآذنها. ورد أردوغان الاثنين الماضي على هذا الكلام بالقول "لن تتمكنوا من جعل إسطنبول قسطنطينية".
وفي خطاب خلال مشاركته باحتفالات الذكرى السنوية الـ 104 للانتصار البحري للدولة العثمانية بمعركة "جناق قلعة" عام 1915 ويوم الشهداء، قال الرئيس "سنبقى هنا إلى يوم القيامة، ولن تجعلوا من إسطنبول قسطنطينية".
ويعود بناء كنيسة آيا صوفيا -التي تعتبر تحفة هندسية عند مدخل مضيق البوسفور- إلى القرن السادس الميلادي، ويثير هذا الصرح على الدوام جدلا بين المسلمين والمسيحيين بشأن استخدامه.
وتحولت الكنيسة إلى مسجد بالقرن الـ 15 بعد فتح العثمانيين القسطنطينية عام 1453م. وخلال حكم مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك تعرض الموقع للإهمال قبل أن يتحول إلى متحف.