المصدر / وكالات - هيا
نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع قوله إنه من المحتمل أن يكون العراق أو إيران مصدر الهجمات على السعودية، في حين قال مسؤول مخابرات عراقي رفيع لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن هجمات السبت الماضي تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من جنوبي العراق، وهو ما نفته بغداد أمس.
وأشار المسؤول الأميركي لقناة "سي إن إن" إلى أن الجانب العراقي كان واضحا بأن الهجوم على منشأتي شركة أرامكو السعودية لم يكن مصدره المجال الجوي العراقي، ملمحا إلى أن إيران قد تكون على الأرجح مصدر الهجوم.
وقال المصدر نفسه -استنادا إلى صور خاصة بالأقمار الاصطناعية اطلعت عليها شبكة "سي إن إن"- إنه من غير المحتمل أن تكون الهجمات قد تمت من اليمن.
وأضاف المسؤول أن الهجمات استهدفت 19 موقعا، وهو ما لا يمكن أن يحدث بواسطة عشر طائرات مسيرة كما يدعي الحوثيون، حسب قوله.
رصد بالكويت
وأشار المسؤول الأميركي إلى تقارير بشأن رصد الكويت طائرة مسيرة في مجالها الجوي قبل الهجوم على السعودية، مضيفا أن المعلومات الاستخباراتية السعودية أشارت إلى هجوم محتمل بصاروخ كروز، وأن الولايات المتحدة لم تتأكد بعد من هذه المعلومات.
وامتنع المسؤول الأميركي عن ذكر الخيارات التي تنظر فيها إدارة ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد دراسة كل الخيارات الممكنة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن المحققين السعوديين يشيرون إلى أن منشآت النفط استهدفت بصواريخ بالستية متوسطة المدى تستطيع التحليق لألف ميل.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن مسؤولين غربيين في المنطقة يتساءلون إن كان من سموهم المتشددين العسكريين في إيران يحاولون إخراج دبلوماسية واشنطن- طهران عن مسارها في حال كانت إيران هي من تقف وراء الهجمات.
وفي سياق متصل، صرح مسؤول مخابرات عراقي رفيع لموقع "ميدل إيست آي" بأن الضربات التي شلت صناعة النفط السعودية في وقت مبكر أمس الأول السبت تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من معسكرات للحشد الشعبي في الجنوب العراقي.
وقال المسؤول العراقي إن الهجمات على منطقتي بقيق والخريص (شرقي السعودية) كانت ردا على الغارات الإسرائيلية بطائرات مسيرة على معسكرات للحشد ومواكبه في أغسطس/آب الماضي، والتي تم تنسيقها وتمويلها من قبل السعوديين.
وأشار المصدر نفسه إلى أن ثمة سببين وراء شن هجمات السبت: الأول رسالة من إيران إلى أميركا وحلفائها بأنه ما دامن الضغوط والعقوبات مستمرة على طهران فلا أحد سينعم بالاستقرار في المنطقة.
وأما السبب الثاني المباشر –حسب المسؤول المخابراتي العراقي- فهو توجيه إيران ردا قويا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي انطلقت من مناطق تسيطر على وحدات حماية الشعب الكردية (شمال شرقي سوريا) على مواقع للحشد الموالي لطهران.
وذكر موقع "ميدل إيست" أن المخابرات العراقية تعتقد أن الغارات الإسرائيلية خُطط لها عندما زار وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج تامر السبهان مواقع وحدات حماية الشعب في يونيو/حزيران الماضي.
أميركا مستعدة
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سلسلة تغريدات نشرها قبل ساعات إن بلاده على أهبة الاستعداد للرد على الهجوم الذي استهدف البنية التحتية النفطية السعودية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حمّل إيران المسؤولية عن الهجمات على أرامكو، التي تسببت في تعطيل نصف إنتاج السعودية النفطي المقدر بعشرة ملايين برميل يوميا.
وقال ترامب "هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا نعرف المرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للرد على أساس عملية التحقق، لكننا ننتظر من المملكة أن تخبرنا من تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وبأي أشكال سنمضي قدما".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إدارة ترامب تفكر في رد عسكري جدي على هجمات أرامكو، رغم دعوات من وزارة الدفاع (بنتاغون) إلى ضبط النفس.
وسارع عدة أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس للإعراب عن رفضهم أي تدخل عسكري، فقال السيناتور كريس ميرفي ردا على ترامب "ليس لنا حلف دفاعي مشترك مع السعودية ولا يجب أن نتظاهر بذلك".
كما قال السيناتور البارز بيرني ساندرز إن "الكونغرس لن يمنح ترامب السلطة لشن حرب كارثية فقط لأن النظام الوحشي السعودي طلب منه ذلك". وأما السيناتور الديمقراطي الآخر تيم كين فاعتبر أنه يجب على الولايات المتحدة ألا تذهب للحرب لحماية النفط السعودي.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين أميركا وإيران تدهورت في الفترة الأخيرة عقب تشديد واشنطن عقوباتها على طهران للدفع لإبرام اتفاق نووي جديد بدل الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015، ووقعت في الأشهر الأخيرة عدة هجمات على منشآت نفطية سعودية وناقلات نفط في مياه الخليج.