المصدر / القاهرة:غربة نيوز
أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، الخميس، اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة، بعد لقاء هو الثاني خلال 24 ساعة، مع الرئيس ميشال عون في قصر الرئاسة، فيما سجلت العملة المحلية انهيارًا غير مسبوق، وعمت حالة من الفوضى العاصمة بيروت ومدن أخرى.
وقال الحريري، في كلمة عقب لقائه عون الذي دام لنحو 20 دقيقة في قصر بعبدا: «موقف الرئيس عون ما اتغير، واضح ما هنقدر نتفق مع فخامة الرئيس».
وأضاف الحريري أنه اقترح على الرئيس اللبناني الحصول على مهلة للتفكير في التشكيلة التي قدمها إليه «فقال إنه احنا ما هنقدر نتوافق»، وأوضح الحريري: «خلال الكلام كان هناك تعديلات يطلبها الرئيس واعتبرتها جوهرية في التشكيلة التي قدمتها. وتناقشنا في الأمور التي لها علاقة بالثقة، والواضح أن لا شيء تغير، ويبدو أننا لا نتفق مع الرئيس»، وكان سعد الحريري قد قدم تشكيلة وزارية من 24 وزيرًا إلى عون، الأربعاء، وطلب علنا ردا رئاسيًا على الاقتراح بحلول ظهر الخميس.
لاحقا، قالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، إن الحريري لم يكن مستعدا لبحث أي تعديل مقترح على عون، مٌعتبرة أن رفض رئيس الوزراء المكلف مبدأ الاتفاق مع الرئيس «يدلّ على أنه اتخذ قراراً مسبقاً بالاعتذار ساعياً إلى إيجاد أسباب لتبرير خطوته».
وأشارت الرئاسة اللبنانية إلى أن عون سيحدد موعدًا للاستشارات النيابية «في أسرع وقت ممكن» بعد اعتذار الحريري، وعقب إعلان الحريري اعتذاره، قطع محتجون العديد من الطرق الرئيسية في بيروت ومدن أخرى، ووقعت اشتباكات بين بعضهم وعناصر من الجيش اللبناني، كانت هبطت الليرة اللبنانية إلى مستوى غير مسبوق مع «ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى مشارف 22 ألف ليرة»، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.
ويعني اعتذار الحريري استمرار حالة الجمود السياسي التي تشهدها البلاد منذ قرابة عام، تخللها خلافات مستمرة بين الحريري وعون المُكلف بتشكيل الحكومة منذ أكتوبر، وتضيف الأزمة السياسية إلى الإحباطات التي يواجهها المواطنون اللبنانيون الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية وكذلك المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت قبل عام، والذي أُلقي باللوم فيه على إهمال الحكومة، وأودى بحياة أكثر من 200 شخص.