المصدر / وكالات - هيا
ذكر خبير عسكري إسرائيلي أن التوصل لاتفاق بين الاحتلال ولبنان بشأن الحدود البحرية وحقول الغاز المتنازع عليها، يفوق في أهميته الاستراتيجية اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية.
وقال ألون بن دافيد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية: "تدخل إسرائيل ولبنان هذه الأيام إلى المصاف الأخير من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وإذا لم تظهر عوائق في اللحظة الأخيرة، فالسنة الجديدة كفيلة بأن تجلب معها بشرى اتفاق أهميته الاستراتيجية لإسرائيل لا تقل عن أهمية "اتفاقات إبراهيم" (التطبيع) بل تفوقها".
وذكر أن "تل أبيب تدرس حاليا عرض الوساطة الأخير الذي جلبه المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، حيث تبدو الفجوات بين الطرفين ضيقة، وظاهرا يبدو أنه يمكن التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، وهو اتفاق سيرسم تغييرا دراماتيكيا في ميزاننا الاستراتيجي، لأن هذه هي المرة الأولى التي نوقع فيها اتفاقا مع لبنان".
وأضاف: "إذا ما حظينا برؤية مندوبي حكومة لبنان يصلون إلى الناقورة ويوقعون على اتفاق مع المندوبين الإسرائيليين، فسيكون هذا هو التغيير الأكبر في علاقاتنا مع لبنان منذ عشرات السنين"، موضحا أن "العرض الإسرائيلي اشتمل على؛ تعديل خط الحدود بحيث يبقى كل حقل "كاريش" وهامشه الأمني في الطرف الإسرائيلي، وكل حقل "قانا" يكون في الطرف اللبناني، والفكرة خلق ميزان مستقر؛ أمام الطوافة الإسرائيلية ستكون الطوافة اللبنانية، وكل طرف يعرف بأن المس بطوافة الطرف الآخر سيؤدي لضياع ذخائره من الغاز".
ولفت بن ديفيد إلى أن الاتفاق مع لبنان "يوفر للاحتلال إمكانية كامنة للفوز بجائزة أكبر بكثير من استنفاد بئر الغاز الهائل الذي اكتشف في "كاريش"، وفي حال بدأت الأطراف بالتوازي التمتع من مقدرات الغاز، فهذا سيعطل دراماتيكيا دوافع حزب الله للاحتكاك".
ورأى أن وجود طوافة لبنانية مقابل أخرى إسرائيلية، "يثبت أكثر ميزان الردع، وإذا ما تجرأنا على أن نحلم للحظة، يمكن أن نتخيل حالة تستخدم فيها إسرائيل ولبنان أنبوب الغاز ذاته كي تلبيا الطلب في أوروبا؛ أي نوع من الشراكة الإسرائيلية - اللبنانية، وحزب الله حاليا يرفع مستوى تهديداته، لكن، ليس مؤكدا أنه سيتجرأ على العض".
ونوه بن دافيد، أن "أكثر ما يقلق من الاستفزاز الغبي لرجال "كهيلت" هو ما سيفعله حزب الله في الزمن المتبقي حتى التوقيع على الاتفاق، علما بأن قائد المنطقة الشمالية سيتغير يوم الأحد، وسيسلم اللواء أمير برعم القيادة إلى اللواء أوري غولدن، وهي في حالة متحفزة إلى أقصى مدى لاستقبال استفزاز من حزب الله حيال "كاريش"".