المصدر / وكالات - هيا
قد لا تُشغل التوربينات الإيرانية - التي ستقوم الجمهورية الإسلامية بتزويدها لروسيا في الفترة المقبلة - وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، كما شغلتها أخبار الطائرات المسيرة، إلا أن المتابع للتطور العلمي والتكنولوجي في إيران، يعلم بأنها قادرة على إنتاج وتصدير الكثير من الأشياء وليس السلاح فقط.
وهذا ما عبّر عنه أيضاً، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير وهندسة الغاز "رضا نوشادي" عندما قال بأن النجاحات الاقتصادية الإيرانية، لا تقتصر على قطاعات الصواريخ والطائرات المسيرة. وقد جاء تصريحه هذا خلال إعلانه الأحد الماضي، عن إبرام بلاده عقدا مع روسيا لتزويدها بـ 40 توربينا، بهدف مساعدتها في مجال صناعة الغاز، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
فالعقوبات تحول دون إجراء أعمال الصيانة للبنى التحتية للغاز الروسي، بحيث منعت استعادة أحد التوربينات من صناعة شركة "سيمنز" الألمانية، الذي كان يخضع لإصلاحات في كندا، مما أدى إلى توقف العمل في أنبوب نورد ستريم.
وبالعودة الى القدرات الإيرانية المتطورة في هذا المجال، فإن "نوشادي" كشف بأنه في الوقت الحالي، 85% من المنشآت والمعدات التي تحتاجها صناعة الغاز تتم صناعتها داخل إيران، وبالاستناد لهذه القدرات تمّ الاتفاق الأخير بين البلدين.
ما هي هذه التوربينات وما هي أهميتها؟
_ هي توربينات تستخدم لدفع الغاز عبر خطوط الأنابيب في فترات زمنية مختلفة، فهي ضرورية لتشغيل ضواغط الطرد المركزي، والتي ترفع الضغط عن طريق تكثيف أحجام الغاز لضمان النقل السلس له.
_تم تصنيع 8 توربينات غازية صناعية بواسطة Rolls-Royce لمحطة بورتوفايا الروسية، وتم شراء هذه التوربينات بواسطة شركة Siemens Energy الألمانية في العام 2014.
_تتطلب هذه التوربينات صيانة بعد 34 شهراً من التشغيل.
_ محطة ضغط بورتوفايا تقع بالقرب من مدينة فيبورغ الروسية على شواطئ خليج فنلندا، حيث يدخل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 إلى بحر البلطيق، وكانت تعتبر أكبر محطة ضغط في العالم.
فهي كانت تضخ الغاز الطبيعي عبر بحر البلطيق أنبوب نورد ستريم 1 الذي يبلغ طوله 1224 كيلومترًا تحت البحر إلى أن تصل إلى اليابسة في غرايفسفالد في ألمانيا.
وكانت المحطة تحتوي على 6 وحدات ضخ الغاز تبلغ طاقتها 52 ميغاواط لكل منها، بالإضافة إلى 4 توربينات احتياطية في الموقع لضمان استمرار ضخ المحطة في حال اضطرت بعض معداتها مغادرة الموقع للصيانة، وهو ما كان يحدث كل عامين إلى ثلاثة أعوام.
_ هذا التعاون سيكون استراتيجياً بين الدولتين، اللتين تعدّان صاحبتا أكبر احتياطات في الغاز على صعيد العالم. ويضاف هذا الاتفاق جاء الى الاتفاقية التي كشف عنها في تموز / يوليو بين شركة النفط الوطنية الإيرانية وغازبروم والتي بلغت قيمتها 40 مليار دولار.