المصدر / وكالات
بتاريخ 21/5/2016 وجدت الشابة خلود المنجد جثة هامدة في شقتها الكائنة في حارة “السرغاني” بمنطقة “القوس” في مدينة جرمانا.
الكثير من الصفحات الإعلامية غطت يومها خبر مقتل خلود، التي وجدت في صالون منزلها مقتولة وسط ظروف غامضة بعد تعرضها لضربات وطعنات مختلفة.. غموض حمّل الجهات المختصة جهداً كبيراً للوصول بالتحقيقات الى مرتكبي الجريمة التي سأكشف لكم بشكل خاص كامل تفاصيلها ..
فور الإبلاغ عن الجريمة بدأ عناصر قوى الامن الداخلي في ناحية مدينة جرمانا عملهم، تحقيقات بدأت بسبر محيط حياة خلود ومعارفها.. جهود كبيرة استمرت اكثر من شهرين تم خلالها التحقيق مع اكثر من 30 شخصاً كانوا في دائرة حياة خلود او دخلوا فيها قبل مقتلها…
“ما تركنا حدا ما حققنا معو” هكذا قال لنا مصدرنا الخاص بما يعطي الانطباع عن حجم الغموض الذي كان يكتنف ظروف مقتل خلود، وحجم الجهد الذي بُذل لفك شيفرة الجريمة..
في البداية لم يكن هناك ما يشير الى الفاعلين .. جميع من كان على احتكاك مع المغدورة خلود تم استدعائهم والتحقيق معهم .. كل من تحتك به أو تتواصل معه حتى على برامج المحادثة على الانترنت .. الى ان وصل محققو الامن الداخلي لإسم امرأة قال احد من كان يحقق معهم انه شاهدها عند خلود في احد المرات، وكانت تعتني باظافرها ..
لم تكن المعلومة كاملة، لم يتذكر الشاب سوى الاسم الأول لهذه المرأة الغامضة، وهنا بدأت رحلة البحث عنها، حتى وصل اليها المحققون وكانت وابنتها الخيط الأول لفك لغز الجريمة..
مراحل الجريمة
“أم هديل” (المرأة الغامضة) كانت في الحقيقة امرأة تعتني بشعر واظافر خلود في منزلها بشكل مأجور .. اكرمت خلود “ام هديل” في كل مرة كانت تأتي اليها .. مبالغ مالية كبيرة واستقبال كريم جعل ام هديل تتحدث لابنتها هديل. ا عن خلود، الامر الذي شجع هديل على الذهاب مع أمها للتعرف على خلود التي تعيش لوحدها، وتجريب حسن ضيافتها..
عادت هديل (تولد 1999) لتخبر صديقاتها مبهورة عن “زبونة” والدتها الدسمة خلود، مقدار غناها وشكل حياتها.. استمعت كل من ديانا.م (تولد 1998) و وئام. ز (تولد 1999) لكلام هديل ووصفها..
لعب الشيطان بعقل ديانا لتقترح على هديل ووئام قتل خلود والاستيلاء على ما يوجد في بيتها من أموال ومصاغ .. قالت لهم (خلود عاشت حياتها، منقتلا ومناخود مصرياتها) وهنا تم الاتفاق بين الثلاثة على ترتيب زيارة لمنزل خلود حيث تتصل هديل بها بحجة انها بحاجة لمساعدتها لوقوعها بمشكلة، على ان تطرق هديل الباب لتفتح لها خلود ويدخل معها كل من ديانا ووئام بذريعة انهم كانوا معها..
اتصلت هديل بخلود واعلمتها انها بحاجة ان تزورها بحسب الخطة، وافقت خلود ودعتها الى جلسة قهوة دون ان تدري ما يحاك لها.
ذلك اليوم قامت البنات الثلاث بتجهيز انفسهن جيداً.. وضعت وئام في حقيبتها مطرقة وسكاكين وقفازات واغطية رأس لكي لا يكون هناك أي اثر للجريمة.. كانت الخطة تقتضي ان تطلب احدى الفتيات كأساً من الماء من خلود التي من المفترض ان تذهب للمطبخ لاحضاره.. وهنا يتبعها ثلاثتهم (هديل و وئام و ديانا) لينقضوا عليها ويقتلوها في المطبخ حيث لن يسمع صوتها احد هناك بحسب الخطة .
يوم التنفيذ
في يوم التنفيذ جرى كل شيء كما خططت له الفتيات الثلاث، عدا ان خلود كانت مرتابة (بحسب الاعترافات) لوجود وئام وديانا مع هديل .. طلبت ديانا كأس الماء لكي تذهب خلود للمطبخ .. خلود المرتابة قالت لـ ديانا: هداك المطبخ روحي عبي كاسة وشربي .. وهنا لم يكن هناك مفر من قتل خلود في مكانها لتبدأ المعركة الجبانة مع الضحية كالتالي:
ديانا: انقضت فجأة على خلود بعد ان سحبت المطرقة التي معها في الحقيبة وضربتها على رأسها ..
وئام: قامت بالهجوم على خلود والامساك بها ووضع يدها على فمها لمنعها من الصراخ..
هديل: سحبت السكين الموجود في حقيبة ديانا وطعنت خلود عدة طعنات ..
سقطت خلود ارضاً وبدأت تنازع سكرات الموت .. على مدى أكثر من ساعة لم تستطع المجرمات الثلاث الاجهاز على خلود .. التي استيقظت مرتين لتنطق الشهادتين (بحسب الاعترافات) قبل الاجهاز عليها بشكل كامل من قبل القاتلات..
بعد ان لفظت خلود أنفاسها الأخيرة بدأت المجرمات رحلة البحث عن المصاغ والأموال التي بحوزة الضحية لتكون خيبة الامل انهم وجدوا علب المصاغ فارغة.. ولم يسرقوا سوى سلسال ذهبي صغير وجهاز خليوي ومبلغ 50 الف ليرة سورية..
بالعودة لجهود قوى الامن الداخلي في ناحية جرمانا ومتابعة النيابة وقاضي التحقيق .. كان الوصول لوالدة هديل بتاريخ 21/7/2016 (التي كانت تعمل لدى خلود والمرتابة من تصرفات ابنتها منذ مقتل خلود) هو المفتاح لحل لغز الجريمة، لكن “ام هديل” يوم وصلت قوى الامن لها كانت فاقدة الاتصال بابنتها التي كانت تحاول الهرب منها، لتقوم قوى الامن الداخلي بتنفيذ خطة محكمة عبر تتبع اتصال خادع أجرته والدة هديل معها بحجة انها تريد مقابلتها، حيث تم خلال الاتصال مداهمة جميع المنتزهات في مدينة جرمانا.. والقبض على هديل بعملية استمرت حوالي 45 دقيقة..
اعترفت هديل فور وصولها لقسم جرمانا بكل تفاصيل الجريمة ليتم القبض على ديانا ووئام والتحقيق معهم وتوثيق اعترافاتهم اصولاً بحضور القاضي المختص..
في الختام .. كانت الضحية خلود مرتابة من زيارة هديل لدرجة انها اخفت مصاغها واموالها في مخبأ سري على سقيفة منزلها (اكثر من 200 غرام من الذهب – مبلغ 15 الف دولار – مبلغ مالي بالعملة السورية) كل ذلك لم تصل اليه القاتلات الثلاث، وتم اعادته لذوي خلود اصولاً.. بينما تنتظر المجرمات محاكمتهم كقاصرات كونهم تحت السن القانونية يوم ارتكاب الجريمة.. أي انهم بعيدين كل البعد عن عقوبتهم العادلة.. الأعدام.. كل ذلك حدث في مدينتنا .. جرمانا