المصدر / وكالات
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الاثنين، عن مساع تقوم بها مجموعات يهودية ليبرالية في الولايات المتحدة في أروقة كابيتول هيل لإحباط هذا التعيين.
وكشفت صحيفة العبرية، أن تعيين فريدمان يمزق اليهود الأمريكيين لمعسكرين. وتسعى بعض الأوساط الليبرالية اليهودية في الولايات المتحدة لإحباط هذا التعيين من خلال أعضاء الكونغرس الأمريكي المؤيدين لحل الدولتين.
وتنطلق هذه الأوساط بمعارضتها التعيين من كون فريدمان يمينيا متطرفا مؤيدا للاستيطان ومن شأن تعيينه أن يعقد الصراع مع الفلسطينيين ويدفع تسوية الدولتين نحو طريق مسدود نهائيا.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كان هذا التعيين يعكس فعلا تحولا استراتيجيا في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتسويته.
وكانت منظمة "جي ستريت" اليسارية المتمركزة في الولايات المتحدة والمؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، قد عارضت اختيار فريدمان فور إعلان قرار التعيين، باعتباره "صديقاً لحركة الاستيطان" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن جهة أخرى، أعرب الفلسطينيون عن "قلقهم الشديد" من نبأ تعيين السفير الأميركي الجديد لدى الكيان الإسرائيلي، ديفيد فريدمان، داعين إلى "وحدة وطنية داخلية لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة"، بحسبهم.
واعتبروا، في حديثهم لـ"الغد" الأردنية، أن هذا التكليف من قبل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والذي تزامن مع تصريحه بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة، يشي "بمؤشرات قاتمة لسياسة واشنطن الخارجية تجاه القضية الفلسطينية".
وقالوا إن تعيين السفير الأكثر نصرة للاستيطان وقضم أراضي الضفة الغربية ورفض تقسيم القدس، من شأنه أن "يقوض تحقيق حل الدولتين، صوب التماهي مع الموقف الإسرائيلي على حساب إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة"، بحسبهم.
ورجحوا ارتفاع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في عهد ترامب، مطالبين "بإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة والوحدة الوطنية، وتعزيز الصمود الفلسطيني لمواجهة عدوان الاحتلال المدعوم أميركياً".
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، جميل شحادة، إن "تعيين فريدمان، المعروف بيهوديته وتضامنه مع المخطط الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، يعد مؤشراً خطيراً وواضحاً على الدعم الأميركي المتواصل للاحتلال، ومقدمة لتنفيذ قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة".
وأضاف شحادة، إن ذلك قد يشكل "تحولاً في السياسة الأميركية تجاه ما يعاكس تبني حل الدولتين واعتبار الاستيطان عقبة أمام السلام، مقابل التخلي عن حق الشعب الفلسطيني في التحرير وتقرير المصير وحق العودة وإقامة دولته المستقلة".
ولفت إلى الخشية الفلسطينية من ضآلة فرصة حل الدولتين، حد "تراجع ترامب عن ما أطلقه خلال حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية بشأن سعيه لبلوغ اتفاق فلسطيني – إسرائيلي، بما يصب في خدمة سلطات الاحتلال".
وأكد بأن "هناك توجهاً لدى القيادة الفلسطينية بتكثيف التحرك تجاه المؤسسات الدولية والمنبر الأممي لإدانة الاستيطان، وتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، ومحاكمة الاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، فضلاً عن الإصرار على عقد المؤتمر الدولي للسلام".
وبين أهمية "تعزيز الصمود الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الداخلية، بإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير، لمواجهة عدوان الاحتلال".
وكان فريدمان، مستشار ترامب خلال حملته الإنتخابية، قد عبر، فور قرار تعيينه سفيراً، عن تطلعه "العمل لتعزيز العلاقات الأميركية – الإسرائيلية ودفع عملية السلام قدماً من السفارة في القدس، عاصمة إسرائيل الأبدية"، وفق قوله.
من جانبه، قال أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، النائب بسام الصالحي، إن هذا القرار "يعد مؤشراً خطيراً، وتأكيداً على الإنحياز الصارخ من الإدارة الأميركية للاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف الصالحي، إن "فريدمان لن يكون، فقط، سفيراً أميركياً لدى الكيان الإسرائيلي، وإنما سيعد، أيضاً، سفيراً للمستوطنين داخل الإدارة الأميركية".
واعتبر أن هذا الأمر "مدعاة للقلق الشديد"، مما يتطلب "جهداً سياسياً فلسطينياً وعربياً للتنبه للمخاطر التي تحملها سياسة ترامب تجاه القضية الفلسطينية، مثل نقل السفارة أو غيرها من القضايا التي تشي بالانحياز الأميركي تجاه الاحتلال على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية".
وقلل من "آمال التعويل على حكومة ترامب القادمة، أسوة بخطأ التعويل على الرئيس أل أميركي، المنتهية ولايته، باراك أوباما، حيث لن يقدم جديداً مختلفاً عن نظرائه السابقين تجاه العملية السياسية".
وبين أن "الخشية من القادم لا تكمن في غياب الجهد الأميركي الفاعل لتحقيق "حل الدولتين"، بل في المزيد من إجهاض الحق الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير وإقامة دولته المنشودة، مقابل التماهي مع الموقف الإسرائيلي العدواني في الأراضي المحتلة".
ودعا إلى "تمتين الجبهة الداخلية، وبذل الجهود لإنهاء الانقسام، وتعزيز الصمود الفلسطيني بصورة تسمح بزيادة التكاتف الداخلي وعدم خلق أي قضايا يمكن أن تؤدي إلى تعارضات، وإنما إلى وحدة داخلية لمواجهة عدوان الاحتلال".
بدوره، أعرب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، عن "القلق الفلسطيني من تعيين المتطرف، فريدمان، بفعل سجله الحافل بالمواقف المعادية للحقوق الفلسطينية في التحرر والاستقلال، مقابل دعم السياسة الاستيطانية العدوانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة".
ودعا، في تصريح أمس، "إدارة الرئيس ترامب إلى احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية حول القدس المحتلة".
واعتبر أن نقل السفارة الأميركية للقدس "يخل بالالتزامات الأميركية نحو الأمم المتحدة، ويشجع الاحتلال على التطرف وعدم احترام القانون الدولي، بما يترتب من تداعيات خطيرة تدفع بالأوضاع نحو الإنفجار الحتمي الذي تتحمل الإدارة الأميركية مسؤوليته".