المصدر / وكالات - هيا
لوحت تركيا بإجراءات بعضها اقتصادي في حال مضى إقليم كردستان العراق في الاستفتاء المقرر على الانفصال، في وقت لا تزال فيه أربيل تعلن تمسكها بالاستفتاء رغم الضغوط الدولية المتصاعدة عليها.
فقد أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بالمجمع الرئاسي في أنقرة أن بلاده لن تتردد في استخدام كل أنواع القوة فيما يتعلق بالاستفتاء الكردي المقرر في 25 من الشهر الجاري.
وقال "لن نتوانى عن استخدام كافة أنواع القوة متى ما لزم ذلك، سواء كان ذلك قوة اقتصادية أو غير ذلك، فالموضوع هام جدا للمنطقة". وكان بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي طالب أمس بإلغاء الاستفتاء، وقال إنه في حال لم يحدث ذلك فسيكون هناك "ثمن وعقاب".
وأضاف أن إجراء الاستفتاء سيضر بالسلام في المنطقة ويتسبب في مخاطر أمنية، مؤكدا أن بلاده ستستمر في انتهاج سياسات تقوم على وحدة أراضي العراق.
ضغوط دولية
وتأتي التصريحات التركية في حين تتعرض قيادة إقليم كردستان لضغوط عراقية ودولية من أجل إلغاء الاستفتاء والقبول بتسوية مع الحكومة الاتحادية كبديل عن الانفصال المحتمل للإقليم.
وقال بريت ماكغورك المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية أمس عقب اجتماعه برئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إنه لا توجد فرصة بأن يحظى الاستفتاء بشرعية دولية.
وأضاف ماكغورك الذي كان ضمن وفد ضم أيضا ممثلين لبريطانيا والأمم المتحدة أن الاستفتاء المرتقب عملية محفوفة بمخاطر شديدة. وأبدى المسؤول الأميركي تفاؤلا بأن القيادة الكردية ستقبل خطة بديلة تركز على الحوار بين الإقليم وبغداد، وتؤجل الاستفتاء على استقلال الإقليم.
وقالت رئاسة إقليم كردستان العراق عقب لقاء البارزاني والمبعوث الأميركي إن قادة الإقليم سيدرسون المقترح، لكن البارزاني أكد بعد ذلك بساعات في كلمة ألقاها في زاخو أن الاستفتاء سيجري في موعده، واعتبر أن بغداد تجاوزت الدستور، وقضت على مبدأ التوازن في البلاد.
وكانت واشنطن طلبت سابقا من القيادة الكردية تأجيل الاستفتاء، وعبرت عواصم غربية أخرى عن مواقف مشابهة. وقرر البرلمان العراقي أمس بناء على طلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم لتأييده الاستفتاء الذي سيشمل المحافظة رغم معارضة العرب والتركمان فيها.
ورفض كريم قرار الإقالة الذي وصفه مسعود البارزاني بأنه تصعيد يقطع الطريق أمام أي مفاوضات بين أربيل وبغداد، في حين تتوالى التحذيرات من مواجهة عسكرية في كركوك بين البشمركة من جهة، والقوات العراقية والمليشيات من جهة أخرى.