المصدر / وكالات
قال مراسل الجزيرة اليوم السبت إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في غارات روسية على تجمع للمدنيين بزملكا في الغوطة الشرقية لترتفع حصيلة القتلى لنحو مئة شخص خلال الـ24 ساعة الماضية، أغلبهم في كفر بطنا، في حين تستمر عمليات النزوح، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من سبعة آلاف شخص غادروا المدينة المحاصرة صباح اليوم.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن سبعين شخصا -أغلبهم نساء وأطفال- قتلوا وجرح آخرون جراء غارة روسية على السوق الشعبي في بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية.
وأضاف المراسل أن عدد القتلى بلغ نحو تسعين مدنيا خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين واجهت عمليات الإنقاذ والإسعاف صعوبات جمة، أبرزها استمرار القصف واستهداف أطقم الدفاع المدني ونقص حاد في المستلزمات الطبية.
وأمس الجمعة توغلت قوات الحكومة السورية بدعم روسي وإيراني في الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق وقسمت المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة.
وقال الجيش السوري أمس إنه استعاد مع القوات المتحالفة معه 70% من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية.
وتبادلت قوات المعارضة والنظام السيطرة على بلدة حمورية، فبعد أن استعادتها المعارضة بهجوم معاكس عاد النظام السوري وسيطر على أجزاء واسعة منها للمرة الثانية وفق مواقع موالية للنظام.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن قوات النظام سيطرت على بلدة الريحان قرب دوما، في حين قال الناطق باسم أركان جيش الإسلام حمزة بيرقدار إن عناصره ثابتون في مواقعهم وقتلوا أكثر من مئة عنصر من القوات المهاجمة.
وتعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى أربعمئة ألف شخص محاصرون في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية التي تضم مزارع وبلدات دون إمكانية للحصول على الغذاء أو الدواء.
ولأول مرة منذ أن بدأت الحكومة هجومها على الغوطة الذي يعد أحد أسوأ الهجمات في الحرب يفر السكان بالآلاف حاملين أطفالهم وأمتعتهم سيرا على الأقدام للخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى مواقع حكومية.
وبدأ النزوح الجماعي أول أمس الخميس بفرار آلاف من الطرف الجنوبي، ويواصل آلاف المدنيين الخروج عبر معبر خصصته قوات النظام السوري.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات لرجال ونساء وأطفال يسيرون على طريق مترب قرب حمورية يحمل أكثرهم حقائب للفرار من مناطق المعارضة، ولوح بعضهم للكاميرا وقالوا إن المعارضة منعتهم من الرحيل.
وتتهم موسكو ودمشق المعارضة المسلحة بإجبار السكان على البقاء كدروع بشرية، وتنفي المعارضة ذلك وتقول إن الحكومة تهدف إلى تفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من سكانها.
وبحسب المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا ليندا توم، فإن ما يتراوح بين 12 ألفا و16 ألف شخص غادروا الغوطة في الأيام القليلة الماضية، في حين تحدثت تقارير عن أن القتال في منطقة عفرين شرد أكثر من 48 ألف شخص.
من جهة أخرى، قال الدفاع المدني السوري إن 1300 مدني قتلوا -بينهم تسعة رجال إنقاذ- منذ بداية هجوم النظام وروسيا على الغوطة.
وفي سياق متصل، أعلنت فصائل من المعارضة السورية لا تزال في الغوطة الشرقية الجمعة عن استعدادها للتفاوض مع روسيا الداعمة للنظام على وقف إطلاق النار.
وطالب البيان المشترك الصادر عن فيلق الرحمن وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام بأن ترعى الأمم المتحدة المحادثات المقترحة.