المصدر / وكالات - هيا
فيما لا تزال مفاعيل الاتفاق السياسي الذي وقع الاثنين الماضي (21 نوفمبر 2021) بين رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قيد الاختبار في البلاد، اعتبر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فوركر بيرتس أن هذا الاتفاق "تسوية" ليس فيها فائزون، لكن ربما هناك خاسرون.
كما أوضح في مقابلة مع العربية، أنه ليس لدى الأمم المتحدة تحفظات على الاتفاق، لكنه شدد على ضرورة أن يترجم على أرض الواقع من أصحاب القرار.
أما عن الفترة التي سبقت الإعلان عن هذا التوافق بين الجانبين، فأكد أنه لم يحمل "اتفاقاً" للبرهان وحمدوك خلال الأزمة، لكنه عمل على تسهيل الوساطة والتنسيق معهما.
كما أضاف: كانت هناك مطالبات داخلية بفرض عقوبات على بعض الأفراد لكن هذه ليست من صلاحياتنا وتفويضنا.
وعند سؤاله عما إذا كانت الأمم المتحدة أو هو نفسه، اتخذ موقفا منحازا خلال الأزمة الأخيرة، كما اتهم من قبل بعض الأطراف في البلاد، أجاب: "كلا الطرفين المكون المدني أو العسكري يظنان أني منحاز لأحدهما".
أما عن التظاهرات في الشارع، فاعتبر أن هناك استخداما للذخيرة الحية تجاه المتظاهرين، معربا عن أمله بألا تتكرر مثل تلك التصرفات.
وفيما يتعلق بالانتخابات المزمع عقدها في المستقبل، أوضح أن البعثة الأممية تقدم النصائح والمقترحات والأفكار، وكذلك الدعم الفني عبر وكالات الأمم المتحدة. وتابع: "فنياً يمكن إجراء الانتخابات في موعدها، لكن سياسياً يحتاج الأمر إلى جهود وحسن نية وأمل".
"مجرمون يستغلون أزمة دارفور"
وفيما يتعلق بموضوع دارفور، رأى أن "الأحداث التي وقعت في 25 أكتوبر جعلت مجموعة من المجرمين يستغلون الوضع في دارفور".
وقال: "هناك أكثر من جيش في السودان، وصل عددها إلى 5 أو 6 أو 7 منظمات مسلحة، وجود كل هذه القوات في بلد واحد من المستحيل أن يُوفر الاستقرار فيه".
كما أضاف: "القوات المسلحة تعلم أن هناك حاجة لوجود قوات واحدة تحت قيادة واحدة، عبر ضم مجموعات الصراع المسلح".
أما بالنسبة لأزمة شرق السودان، فشدد على أن إلغاء مسار شرق السودان ليس الحل، قائلا "هناك حاجة إلى حوار مكثف لمعرفة ما تحتاجه تلك المنطقة".
يذكر أن الأمم المتحدة كانت أعلنت أمس، أن 43 شخصاً قتلوا على الأقل، وأحرقت أكثر من 40 قرية وشُرّد الآلاف جراء اشتباكات قبلية نشبت في إقليم دارفور غرب البلاد بسبب نهب الماشية.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن "التقارير الأولية تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 43 شخصا، وإحراق ونهب 46 قرية، وإصابة عدد غير معروف من الأشخاص بسبب القتال المستمر هناك".