المصدر / وكالات
مسلسل من الاغتيالات بدأت تبرز أحداثه مع مطلع العام الجاري 2016، بين صفوف مقاتلي وقادة تنظيم داعش، تارة بكواتم وأسلحة فصائل مقاتلة منافسة للتنظيم، وتصفيات داخلية أخرى من قبل عناصر داعش نفسه.
لم تكن لتستثني من حفلة التصفيات هذه نسوة داعش من كتيبة "الخنساء" وغيرهن من المقاتلات، ومن بينهن هند السبعاوي 19 عاماً، أم العباس عراقية الجنسية، التي قتلت برصاص مسدس كاتم داخل أحد مساكن التنظيم، في أكتوبر 2015، إلى جانب اغتيال "أم البراء"، التي عثر على جثتها بالقرب من ابنها أحد عناصر تنظيم داعش بالقرب من بيت مهجور بالمركدة في 2016.
إلا أن ما كان لافتاً - وبحسب معلومات توفرت عن مصادر قيادية مقاتلة في سوريا لـ"العربية.نت" - محاولة أحد عناصر تنظيم داعش التخلص من القيادية الداعشية ندى القحطاني "أخت جليبيب" المسؤولة عن كتيبة الخنساء في الحسكة، بعد تعرض السيارة التي تقلها لإطلاق نار كثيف بين قرية السبة وأربعين ومدينة الشدادي.
محاولة اغتيال الداعشية "ندى القحطاني" تأتي بعد حثها وبالتعاون مع القاضي الشرعي أوس النجدي، لأحد قياديي "داعش" والمسؤول عن الاغتيالات والذي يعرف بلقب عبدالباسط أبو محمد، وهو سعودي الجنسية، للتخلص من "أم الحارث" مسؤولة كتيبة الخنساء سابقاً، والتي اشتهرت بنشاطها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد المقاتلين والمقاتلات.
إلا أنه سريعاً وبعد تنفيذ محاولة الاغتيال قام أوس النجدي، القاضي الشرعي، بسجن عبدالباسط أبو محمد، مسؤول الاغتيالات، وجاء ذلك بعد اتفاق ثنائي بين ندى القحطاني و"النجدي"، واتهام "أخت جليبيب" لعبدالباسط بمحاولة اغتيالها، ما دفع أوس النجدي إلى إعدامه صباح يوم 21 أبريل 2016، داخل سجن المركز الصحي، الأمر الذي يلفت إلى العلاقة الوثيقة بين ندى القحطاني وأوس النجدي.
فيرهان وسمر.. سبايا "أخت جليبيب"
تبعاً لمشاهدات من داخل مدينة المركدة التي تتواجد فيها ندى القحطاني، تبين امتلاك "أخت جليبيب" فتاتين إيزيديتين الأولى فيرهان (14 سنة)، والأخرى سمر (15 عاماً).
وتقوم ندى القحطاني مسؤولة كتيبة الخنساء في الشدادي برعاية أبناء الداعشية ريما الجريش بعد مقتلها، فبعد زواج مارية الابنة الثانية لريم الجريش، (بعد فترة وجيزة على مقتل والدتها) انتقلت للعيش مع زوجها، لا تزال سارة ابنة الجريش الأخرى تقيم مع صديقة والدتها "أخت جليبيب".
"كتيبة الخنساء" بين الرقة والشدادي
تمتعت كتيبة الخنساء بمدينة الرقة بنشاط كبير، وذلك لاتساع رقعتها ووجود الغرباء من سكان المدينة، خلافاً لمدينة الشدادي، ذات الطابع العشائري، الأمر الذي تسبب بمعوقات أثناء تدشين أعمال كتيبة "الخنساء" بالمدينة، ما دفع التنظيم إلى الاستعانة بكل من "ندى القحطاني" و"ريما الجريش" المسؤولة الإعلامية السابقة للتنظيم، إلى جانب أحد الأفراد ممن يطلق عليهم "الأنصار".
اقتصرت أعمال مركز "الخنساء" على الدورات الشرعية وغيرها من الخدمات، للنساء ممن تجاوزن الـ15 سنة، بالمقابل تقدم الدروس لمن هن دون ذلك من الصغيرات في المساجد.
بعد تأسيس كتيبة الخنساء في الحسكة، اعتمدت ندى القحطاني على ريم الجريش لتأسيس جيش "الخنساء الإلكتروني"، الذي كان مركزه في مدينة الرقة، معتمدة "الجريش" في إدارته على النساء "المهاجرات".
وبحسب ما توفر من معلومات، فقد انتهت إحدى المسؤولات عن كتيبة الخنساء من التخطيط لجلب 29 سعودية عبر تركيا وصولاً إلى الرقة، الأمر الذي لم يكتمل بسبب مقتلها خلال إحدى الضربات، المهمة التي كلفت بها ريما الجريش.
نهاية أكتوبر 2015، وصلت أكثر من 40 "مهاجرة" حملهن باص إلى مدينة "الشدادي" معظمهن دون الـ20 سنة كان من بينهن (22 سيدة عراقية، 4 سعوديات، 2 من السودان، 11 فتاة شيشانية، وواحدة بحرينية) انضممن جميعهن إلى كتيبة الخنساء.
تمكنت "ريما الجريش" من إيصال 6 فتيات إلى مدينة الشدادي 4 سعوديات، وفتاتان من الكويت، وذلك بالتسنيق مع "أم عمير" المسؤولة عن الكتيبة في الرقة، وقد تم إسكانهن جميعاً في مساكن الثمانية وأربعين.
تجدر الإشارة إلى أنه ولاحترازات أمنية، يمنع على نساء "داعش" وكتيبة الخنساء الإفصاح عن أسمائهن الحقيقية، والاكتفاء بالألقاب المطلقة عليهن كوسيلة للتعارف، الأمر الذي دفع إلى تمييز جنسياتهن من خلال لهجاتهن ولغاتهن، بالإضافة إلى حظر دخول منازلهن لغير "المبايعات"، فشرط السماح بذلك يكمن بمبايعة "البغدادي".