شهدت إذاعة القرآن الكريم المصرية فى الصباح حالة من الارتباك بعد وقوع خطأ تقني أدى إلى بث مقطع من أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم بدلا من تلاوة القرآن الكريم، خلال فترة البث المباشر، في واقعة نادرة أثارت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بداية الواقعة
وفقا لمصادر داخل الإذاعة، بدأت الحكاية أثناء الانتقال بين فقرة تلاوة القرآن الكريم وفقرة التفسير، حيث فوجئ المستمعون بانطلاق مقطع موسيقي شهير من أغنية إنت عمري، مما أحدث صدمة للمذيع نفسه وفريق الإخراج داخل غرفة التحكم.
وأشارت المصادر إلى أن المقطع لم يستمر لأكثر من 20–30 ثانية قبل أن تتم السيطرة على الموقف وإعادة بث التلاوة بصوت أحد القراء المعروفين.
كيف حدث الخطأ؟
أكدت مصادر فنية بالإذاعة أن البث يعتمد على نظام رقمي متصل بأرشيف صوتي ضخم، يضم تسجيلات دينية وتراثية وموسيقية تعود لعقود.
ورجح الفنيون أن يكون سبب ما حدث خللا في ترتيب الملفات داخل الأرشيف، أو ضغطا مفاجئا على النظام أدى إلى تشغيل ملف غير مخصص للفترة الدينية.
كما أشارت مصادر أخرى إلى أن فريق التحكم كان يجري تحديثات على بعض الملفات الصوتية قبيل بدء الفقرة، وهو ما قد يكون تسبب في الخلط غير المقصود.
رد الإذاعة الرسمي
أصدرت الإذاعة بيانا مقتضبا جاء فيه:
تؤكد إذاعة القرآن الكريم احترامها الكامل لما تقوم به من رسالة دينية سامية، وتوضح أن ما حدث صباح اليوم كان خطأ تقني غير مقصود، وقد تمت السيطرة عليه فورا، ويجري التحقيق في أسبابه لضمان عدم تكراره.
وجدد البيان اعتزاز الإذاعة بجمهورها، وتقديرها لكل من تفاعل بالإبلاغ والتنويه.
تفاعل الجمهور على المنصات
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم المتابعون بين متفهم وساخر،فقد رأى البعض أن الخطأ وارد في ظل الأنظمة الرقمية، بينما اعتبره آخرون حدثا غير مسبوق في تاريخ الإذاعة التي اشتهرت عبر عقود بالالتزام والانضباط.
وتداول رواد المنصات تعليقات ساخرة من نوع:
حتى الست مابقتش عارفة تروح فين!
إنت عمري على إذاعة القرآن.. شكلها رسالة!
كما أعرب آخرون عن احترامهم لما قدمته أم كلثوم من تواشيح وتسجيلات دينية في بداياتها، ما جعل وجود صوتها في الإذاعة ليس غريبا تماما من الناحية الفنية.
خلفيات تاريخية
من المعروف أن أم كلثوم قدمت في بداياتها الفنية تواشيح دينية ومقامات صوتية شرقية ظلّت مرجعا لدارسي الموسيقى العربية، لكنها اتجهت لاحقا إلى الأغنية الطربية وأصبحت رمزا عربيا خالدا.
أما إذاعة القرآن الكريم، التي انطلقت عام 1964، فهي واحدة من أهم المحطات الدينية في العالم العربي، وتحظى بثقة واسعة ومتابعة من ملايين المستمعين داخل مصر وخارجها.
ماذا بعد؟
أكد مصدر داخل الإذاعة أن التحقيقات ستبحث في:
سلامة نظام الأرشيف،آليات المراقبة أثناء البث،احتمالية تدخل بشري غير متعمد،تحديث إجراءات التأمين التقني،كما رجّح المصدر أنه سيتم فصل الأرشيف الديني عن الموسيقي داخل النظام، منعا لتكرار ما حدث.
خلاصة
رغم أن الواقعة لم تتجاوز ثوان معدودة، فإنها سلطت الضوء على حساسية المحتوى المقدم عبر إذاعة القرآن الكريم، وحجم المسؤولية الواقعة على عاتق القائمين عليها، لا سيما في ظل التعامل مع جمهور واسع يعتمد على الإذاعة كمصدر أساسي للقرآن الكريم.
وفي الوقت الذي أثارت فيه الحادثة دهشة وسخرية على المنصات، فإنها فتحت كذلك باب التساؤلات حول تطوير أنظمة البث وضرورة تأمين المحتوى بما يتناسب مع قدسية الرسالة.

