شهدت العاصمة الصربية بلغراد اليوم الأربعاء حادثة إطلاق نار خطيرة أمام مبنى البرلمان الصربي، ما أدى إلى إصابة رجل بجروح بالغة، وسط حالة من الذعر والارتباك في محيط المكان الذي يضم خياما لأنصار الرئيس ألكسندر فوتشيتش.
وأكدت السلطات المحلية أنه تم اعتقال أحد المشتبه بهم فيما سارعت قوات الشرطة إلى تطويق المنطقة وتأمينها بالكامل.
فوتشيتش ما حدث عمل إرهابي
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وصف ما جرى بأنه عمل إرهابي، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث وهوية المنفذ والدوافع المحتملة.
وقال في تصريح مقتضب إن الحادث وقع في الحديقة الواقعة بين البرلمان ومكتبه الرئاسي، حيث يتواجد أنصاره بشكل دائم داخل خيام نصبوها منذ عدة أشهر.
فيديو يوثق لحظة الفوضى
تداولت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عناصر أمنية مسلحة تقترب من خيام أنصار الرئيس بينما يركض رجل مبتعدا عن المكان، قبل أن تُسمع أعيرة نارية ويتصاعد دخان من إحدى الخيام التي اشتعلت فيها النيران مؤقتًا، قبل أن يتم إخمادها بسرعة.
احتجاجات سابقة ضد الحكومة
يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه صربيا توترا سياسيا متزايدا منذ أشهر، على خلفية الاحتجاجات الواسعة ضد الرئيس فوتشيتش، والتي اندلعت عقب حادثة انهيار محطة قطار في مدينة نوفي ساد العام الماضي، وأسفرت عن مقتل 16 شخصا.
ويتهم معارضون الحكومة بالفساد وسوء الإدارة، بينما يرى أنصار الرئيس أن هذه الاحتجاجات محاولات لزعزعة الاستقرار الداخلي.
حالة المصاب والتحقيقات
وأوضح وزير الصحة زلاتيبور لونكار أن المصاب نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وأنه سيخضع لعملية جراحية عاجلة.
فيما لم تُعلن السلطات بعد عن هوية الجاني أو دوافعه، مكتفية بالقول إن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد خلفيات الحادث.
ردود فعل داخلية ودولية أولية
أثار الهجوم أمام البرلمان الصربي موجة من ردود الفعل المحلية والدولية، حيث دانت أحزاب المعارضة استخدام العنف بالقرب من المؤسسات الرسمية، داعية إلى تهدئة التوتر السياسي المتصاعد في البلاد.
من جانبها، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في بلغراد عن قلقها العميق من الحادث، مؤكدةً في بيان مقتضب أن العنف ليس وسيلة لحل الخلافات السياسية، وداعيةً السلطات إلى ضمان الشفافية في التحقيقات ومحاسبة الجناة.
ويرى مراقبون أن هذا الحادث قد يشكل منعطفا خطيرا في المشهد السياسي الصربي، خاصة في ظل تصاعد الاحتقان بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها.

