سوريا | 5 نوفمبر 2025
بدأ الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين تحركات عسكرية جديدة داخل ريف القنيطرة السوري، حيث أدخل دبابات وآليات عسكرية إلى أطراف بلدة جباتا الخشب القريبة من هضبة الجولان المحتلة.
وأقام الجيش الإسرائيلي حاجزًا عسكريًا عند مدخل الكسارات على الطريق الواصل بين جباتا الخشب وعين البيضا.
وقد رصدت مصادر مطلعة التحركات الإسرائيلية وأكدت أن القوات الإسرائيلية نفّذت عمليات تمشيط في المنطقة الحدودية.
من جهة أخرى، نصبت القوات الإسرائيلية حواجز حديدية إضافية على أوتوستراد السلام في محافظة القنيطرة، كما عزّزت وجودها العسكري في محيط بلدات بئر عجم والصمدانية الغربية.
ونتيجة لذلك، واجه المدنيون صعوبات كبيرة في التنقل بين القرى الحدودية.
الجيش الإسرائيلي يبرّر التحركات العسكرية بدواعٍ أمنية
صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات تُنفّذ إجراءات ميدانية تهدف إلى منع التسلل والتهريب من الأراضي السورية.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق اتفاق فصل القوات لعام 1974 ويواصل تعزيز الرقابة الأمنية على الحدود الشمالية.
في المقابل، رفضت الحكومة السورية هذه المبررات وأكدت أن القوات الإسرائيلية تنتهك السيادة السورية وتخرق اتفاقية فصل القوات.
كما أرسلت وزارة الخارجية السورية مذكرة رسمية إلى الأمم المتحدة طالبت فيها بالتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
بالإضافة إلى ذلك، دعت الحكومة السورية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما وصفته بـ العدوان الإسرائيلي المستمر على القرى الحدودية.
سوريا تدين توغّل الجيش الإسرائيلي
أدانت دمشق بشدة التحركات الإسرائيلية الأخيرة في ريف القنيطرة. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يحاول فرض واقع جديد في المنطقة العازلة.
كما أوضح دبلوماسي سوري أن هذه التحركات تعزل المناطق الريفية عن بعضها وتشكّل محاولة لتكريس احتلال طويل الأمد.
في الوقت ذاته، أصدرت منظمات حقوقية سورية ودولية بيانات استنكار حذّرت فيها من تداعيات إنسانية خطيرة على السكان المدنيين.
وأكدت هذه المنظمات أن الحواجز الجديدة تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية وتزيد من معاناتهم اليومية.
إسرائيل توسّع وجودها العسكري في الجنوب السوري
لاحظ مراقبون عسكريون أن إسرائيل تواصل توسيع وجودها الميداني في الجنوب السوري.
وأكد الخبراء أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الحواجز الجديدة لتعزيز السيطرة على المعابر والممرات الحدودية.
كما أوضح خبير في الشؤون الإسرائيلية ، أن هذه الخطوات تعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى إقامة حزام أمني داخل الأراضي السورية.
من ناحية أخرى، يرى باحث عسكري ، أن نشر الحواجز العسكرية يمنح إسرائيل قدرة أكبر على مراقبة التحركات المدنية والعسكرية في المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تزيد من نفوذ إسرائيل الميداني قرب الجولان المحتل.
تداعيات إنسانية وأمنية على سكان ريف القنيطرة
أثّرت الإجراءات الإسرائيلية على الحياة اليومية للسكان المحليين في القنيطرة.
وواجه الأهالي صعوبات في التنقل والوصول إلى المدارس والمستشفيات والمزارع.
كما خسر المزارعون جزءًا من محاصيلهم بسبب تأخّرهم في الوصول إلى أراضيهم.
وفي الوقت نفسه، شدّد الجيش الإسرائيلي الرقابة على المعابر وأغلق البوابات معظم ساعات اليوم.
ونتيجة لذلك، ازدادت حالة التوتر والقلق بين المدنيين الذين يعيشون في المنطقة الحدودية.
تحليل الموقف: إسرائيل تكرّس واقعًا ميدانيًا جديدًا
يُظهر الموقف الميداني أن الجيش الإسرائيلي يعزّز وجوده العسكري داخل الأراضي السورية من خلال إنشاء حواجز وبوابات حديدية أدت إلي للتحكم بحركة المدنيين.
ورغم أن إسرائيل تبرّر هذه الخطوات باعتبارها إجراءات أمنية، فإن دمشق ترى فيها خرقًا لاتفاق فصل القوات لعام 1974 ومحاولة واضحة لإعادة رسم خريطة السيطرة في الجنوب السوري.
وبالتالي، يتوقع المراقبون استمرار التوتر في ظل غياب تسوية سياسية تضمن السيادة السورية والاستقرار الإقليمي.

