- تواصل الأسواق العالمية حالة من الترقب الحذر في ظل تزايد الضبابية الاقتصادية وتباين أداء العملات الرئيسية، بينما يبقى الذهب في صدارة المشهد باعتباره الملاذ الآمن الأكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم ،ومع تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وارتفاع مستويات الدين، تعززت شهية المستثمرين نحو المعدن النفيس الذي شهد تداولات نشطة خلال الأيام الماضية.
ضغوط اقتصادية وتحديات نقدية
تشهد الساحة الاقتصادية العالمية تراجعا في وتيرة الانتعاش الذي بدأ عقب أزمة الجائحة، حيث تتزايد الضغوط الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، إضافة إلى سياسات البنوك المركزية التي تميل إلى التشديد النقدي ،هذه التطورات انعكست بشكل مباشر على حركة العملات الرئيسية، ما دفع المستثمرين للبحث عن بدائل أكثر استقرارا لحماية رؤوس أموالهم من تقلبات الأسواق.
الذهب يستعيد بريقه كملاذ آمن
في ظل هذه الظروف، تمكن الذهب من استعادة مكانته التقليدية كملاذ آمن ،وشهدت الأسعار ارتفاعا تدريجيا مدعوما بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق، كما ساهمت عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، خصوصا في آسيا والشرق الأوسط، في دعم الاتجاه الصعودي للمعدن الأصفر.
الطلب الاستثماري على الذهب ارتفع بشكل ملحوظ خلال الربع الأخير، سواء عبر صناديق المؤشرات المتداولة أو عبر الطلب الفعلي على السبائك والعملات الذهبية، وهو ما يعكس قناعة المستثمرين بأن الأصول المادية تبقى الخيار الأكثر أماناً في فترات عدم اليقين الاقتصادي.
تراجع الدولار يمنح الذهب دفعة قوية
الدولار الأمريكي، الذي لطالما كان منافسا رئيسيا للذهب، فقد جزءا من بريقه خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة لبيانات اقتصادية ضعيفة وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، هذا التراجع ساهم في زيادة الإقبال على الذهب، حيث إن انخفاض قيمة الدولار يجعل المعدن أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
توقعات بارتفاع مستمر
يتوقع محللون أن يواصل الذهب تحقيق مكاسب خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية الحالية على حالها ،وتشير التقديرات إلى أن الأسعار قد تتجه نحو مستويات قياسية جديدة إذا لجأت البنوك المركزية الكبرى إلى تخفيف سياستها النقدية أو ظهرت إشارات على تباطؤ اقتصادي عالمي حاد.
في المحصلة
يبقى الذهب الورقة الرابحة في الأسواق العالمية، خصوصا في فترات التقلب وعدم اليقين ،وبينما يسعى المستثمرون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية، يبدو المعدن الأصفر مرشحا ليكون الخيار الأكثر أمانا واستقرارا في مواجهة تقلبات الاقتصاد العالمي المتسارعة.

