بوغوتا – كولومبيا | 19 أكتوبر 2025
شهدت العاصمة بوغوتا مساء الجمعة هجومًا عنيفًا على السفارة الأمريكية في كولومبيا، بعد أن تحولت مظاهرة احتجاجية إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة الكولومبية.
واستخدم المحتجون أقواسًا وسهامًا وعبوات متفجرة محلية الصنع، مما أدى إلى إصابة أربعة من رجال الشرطة بجروح متفاوتة في الوجه والساقين والذراعين.
فقد أطلق المتظاهرون سهامًا ومواد حارقة باتجاه قوات مكافحة الشغب التي كانت تحاصر السفارة الأمريكية في بوغوتا، فيما أظهرت مقاطع مصوّرة بثتها وزارة الدفاع الكولومبية أحد رجال الشرطة وسهماً مغروساً في ذراعه، ما يؤكد تصاعد حدة العنف في المظاهرات المناهضة لواشنطن.
خلفية المظاهرات في بوغوتا: احتجاجات كولومبيا تضامنًا مع فلسطين وفنزويلا
انطلقت المظاهرات في العاصمة بوغوتا بدعوة من منظمات تمثل الشعوب الأصلية وحركات اجتماعية، أبرزها جماعة Congreso de los Pueblos (مؤتمر الشعوب)، والتي أعلنت أن تحركاتها سلمية وتهدف إلى التضامن مع فلسطين وفنزويلا ورفض السياسات العدوانية للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية.
غير أن جزءًا من المتظاهرين خرج عن الإطار السلمي، حيث استخدم بعضهم عبوات متفجرة بدائية تُعرف محليًا باسم قنابل البطاطا (papa bombas)، إضافة إلى مواد حارقة وأسلحة تقليدية مثل الأقواس والسهام، ما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة الكولومبية قرب مبنى السفارة الأمريكية.
رد السلطات الكولومبية: الحكومة تصف الهجوم بأنه عمل إجرامي منسق
قال عمدة بوغوتا كارلوس فرناندو غالان في بيان رسمي إن البلدية أمرت باستخدام شاحنات رش المياه لتفريق الحشود بعد أن تحوّل الاحتجاج إلى هجوم منظم على رجال الأمن.
ووصف سكرتير حكومة المدينة غوستافو كينيونيس ما حدث بأنه عمل إجرامي ومنسق، مؤكدًا أن السلطات الكولومبية لن تتهاون مع أي تهديد لأمن المواطنين أو السفارات الأجنبية في العاصمة بوغوتا.
كما كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بترو عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) أنه أمر بضمان حماية السفارة الأمريكية في بوغوتا، موضحًا أن مجموعة صغيرة ومتشددة كانت وراء الهجوم، ولا تمثل المتظاهرين السلميين الذين خرجوا تضامنًا مع فلسطين وفنزويلا.
وفي بيان لاحق، أعلنت الشرطة الوطنية الكولومبية عن اعتقال عدد من المشتبه بهم وفتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة البدائية والمواد الحارقة ضد القوات الأمنية المكلفة بحماية السفارة الأمريكية.
موقف السفارة الأمريكية في كولومبيا: لا إصابات بين الموظفين واستمرار التعاون الأمني
أكد مصدر دبلوماسي أمريكي أن موظفي السفارة الأمريكية في بوغوتا بخير، وأن مبنى السفارة لم يتعرض لأي أضرار مباشرة جراء الهجوم.
وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة تقدر سرعة استجابة السلطات الكولومبية، مشيرًا إلى أن التعاون الأمني بين واشنطن وبوغوتا مستمر بشكل وثيق لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأمريكية في كولومبيا.
تداعيات سياسية: تصاعد التوتر بين واشنطن وكولومبيا وسط تضامن مع فلسطين
تأتي أحداث بوغوتا في ظل تصاعد موجة التضامن مع فلسطين داخل كولومبيا، واحتجاجات متزايدة ضد السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
ويرى محللون أن الهجوم على السفارة الأمريكية يمثل تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق، وقد يؤدي إلى توتر سياسي ودبلوماسي بين الولايات المتحدة وكولومبيا، خصوصًا بعد سلسلة من الخلافات السياسية الأخيرة بين البلدين بشأن التعاون العسكري والموقف من الحرب في غزة.

تفاصيل مؤكدة حول الهجوم على السفارة الأمريكية في بوغوتا
- المكان: السفارة الأمريكية في حي تشابينييرو – بوغوتا
- الزمان: مساء الجمعة، 18 أكتوبر 2025
- عدد المتظاهرين التقريبي: بين 300 و400 شخص
- عدد المصابين: 4 من رجال الشرطة الكولومبية
- الأسلحة المستخدمة: أقواس وسهام – عبوات متفجرة محلية (papa bombas) – مواد حارقة
- الأدوات الأمنية المستخدمة: شاحنات مياه – دروع واقية – تعزيزات من وحدة مكافحة الشغب (ESMAD)
- الجهة المنظمة للمظاهرة: جماعة Congreso de los Pueblos (مؤتمر الشعوب)
- النتائج: أضرار طفيفة خارج مبنى السفارة الأمريكية واعتقال عدد من المشاركين في الهجوم
- التحقيقات: مستمرة من قبل الشرطة الوطنية والنيابة العامة الكولومبية
الهجوم على السفارة الأمريكية في بوغوتا تصعيد خطير في الاحتجاجات المناهضة لواشنطن
يُعتبر الهجوم على السفارة الأمريكية في بوغوتا تطورًا خطيرًا في الاحتجاجات المناهضة لواشنطن في كولومبيا، ويعكس حالة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي في البلاد، خاصة مع تصاعد التضامن الشعبي مع فلسطين وفنزويلا.
وتؤكد السلطات الكولومبية أن التحقيقات جارية وأن المتورطين سيُحالون إلى القضاء، بينما شددت واشنطن على أهمية حماية بعثاتها الدبلوماسية واستمرار التعاون الأمني مع الحكومة الكولومبية.


