في مشهد بات مألوفا في سوريا ما بعد سقوط النظام السابق، كشفت مصادرنا عن اكتشاف سجن سري للنظام البائد تحت أراضٍ زراعية في قرية البويضة قرب المخرم بريف حمص الشرقي.
وأوضحت المصادر أن وحدات الأمن الداخلي تمكنت من دخول الموقع بمرافقة كاميرا القناة، حيث ظهرت سراديب تمتد لأكثر من 40 مترا تحت الأرض، استخدمها النظام وميليشياته سابقا لإخفاء المعتقلين بعيداً عن الأنظار.
استخدامات وحشية ومشاهد مأساوية
أكدت التحقيقات الأولية أن هذا المعتقل كان يُستغل لإخفاء المدنيين واحتجازهم قسرا في ظروف قاسية، كما كشفت معلومات أن المكان لم يكن صالحا للحياة، وأشبه بمغارة رطبة مظلمة استُخدمت لتحقيق مكاسب مالية وسياسية من خلال عمليات خطف وابتزاز.
يُذكر أن الأمن الداخلي كان قد عثر الشهر الماضي على سجن مماثل تحت الأرض قرب قرية أبو حكفة في ريف حمص الشمالي الشرقي، يعود أيضا إلى فترة النظام السابق.
استمرار عمليات التمشيط
تواصل السلطات السورية عمليات التمشيط في مناطق ريف حمص بحثا عن مواقع مشابهة ومقابر جماعية محتملة، مع تعهدها بملاحقة جميع المتورطين في هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
إرث السجون المظلمة
منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، تتكشف تباعا فظائع السجون السرية التي كانت تغيب عن العالم لعقود.
وبحسب تقارير حقوقية، خرج مئات المعتقلين من سجون مثل صيدنايا بعد فتح أبوابها، بينما لا يزال مصير أكثر من 112 ألف مفقود مجهولا حتى اليوم، وفق إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
كما تم العثور على مقابر جماعية تضم مئات الجثامين، في مشهد يختصر معاناة السوريين في حقبة القمع والاختفاء القسري.

