تقع مدينة غزة في الجزء الجنوبي من فلسطين التاريخية، وتمتد على مساحة تُقدّر بنحو 45 كيلومترا مربعات، تُطل غزة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط من الجهة الغربية، ما يجعلها تمتلك شريطا ساحليا جميلا يصل طوله إلى نحو 40 كيلومترا، يُضفي عليها طابعا بحريا فريدا يجذب الأنظار ويُنعش السياحة الداخلية والخارجية،كانت المدينة تُعدّ بوابة مهمة بين آسيا وإفريقيا، نظرا لموقعها الجغرافي الذي جعلها نقطة مرور رئيسية للتجارة والتاريخ عبر العصور.
غزة .. مدينة الحياة والتاريخ
قبل الحرب، كانت غزة مدينة تنبض بالحياة، وتُعرف بجمالها الطبيعي ومزيجها المدهش بين البحر والمزارع والأسواق الشعبية.
انتعشت السياحة الداخلية فيها، خصوصا خلال فصل الصيف، إذ كانت الشواطئ تعجّ بالعائلات والمتنزهين، والمقاهي والمطاعم المطلة على البحر تزدحم بالزوار.
كما كانت غزة مركزا ثقافيا غنيا بالفنون، تُقام فيها الفعاليات والمعارض التراثية، وتُعرض منتجات الحرف اليدوية الفلسطينية التي تعبّر عن هوية الشعب وتاريخه.
أهم المعالم السياحية في غزة
تضم المدينة العديد من المواقع السياحية والأثرية التي تجذب المهتمين بالتاريخ والثقافة، ومن أبرزها:
الجامع العمري الكبير: من أقدم المساجد في فلسطين، يعود تاريخه إلى العصر الأيوبي، ويُعدّ شاهدًا على العمارة الإسلامية العريقة.
قصر الباشا قلعة نابليون، مبنى أثري قديم استخدمه القائد الفرنسي نابليون خلال حملته، وتحول اليوم إلى متحف يوثق تاريخ غزة العريق.
شاطئ غزة: يمتد بطول البحر المتوسط، ويُعد من أجمل شواطئ فلسطين، يضم مناطق للسباحة والرياضات البحرية والمطاعم الشعبية.
سوق الزاوية: واحد من أقدم الأسواق الشعبية، يعكس روح غزة القديمة، ويُعد وجهة مميزة للزوار لاقتناء المصنوعات المحلية والتوابل الشرقية.
غزة الزراعية.. خضرة رغم التحديات
رغم كثافة السكان وضيق المساحة، إلا أن غزة تحتضن مساحات زراعية خصبة تمتد في المناطق الشرقية والجنوبية، وتشتهر بزراعة الحمضيات والزيتون والفراولة، التي كانت تُصدّر سابقا إلى الخارج.
كان القطاع الزراعي جزءا مهما من اقتصاد المدينة، ويعكس قدرة أهلها على العمل والإنتاج رغم الظروف الصعبة.
غزة.. مدينة الجمال المقاوم
غزة ليست فقط مدينة حرب وأخبار، بل هي مدينة تاريخ وجمال وصمود، تجمع بين البحر والنخيل والناس الطيبين.
قبل الحرب، كانت تعيش على وقع الأمل، وكانت وجهة الفلسطينيين لقضاء عطلاتهم، والآن تبقى رمزا للثبات والإصرار على الحياة رغم كل ما واجهته من دمار.

