رفض أن يعيش في ظل اسم والده الكبير.
بهذه الجملة لخص الموسيقار يحيى الموجي مشواره الفني، مؤكداً أنه اختار طريقه الخاص بعيدا عن مقارنات قد تكون ظالمة مع والده الملحن الراحل محمد الموجي، أحد أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين.
وقال الموجي في حوار لـالشرق الأوسط إنه استجاب لنصيحة والده الذي حثه على دراسة التأليف الموسيقي في الكونسرفتوار، ليشق طريقه كمؤلف وموزع موسيقي، مضيفا، أراد والدي أن أحقق ما حُرم هو منه علميا، فوجهني نحو الدراسة والبحث لا مجرد الموهبة.
يوسف شاهين ،وفن الموسيقى في السينما
بدأ الموجي مسيرته في التأليف الموسيقي مع المخرج العالمي يوسف شاهين، حيث وضع الموسيقى التصويرية لثلاثة من أفلامه ،المصير، الآخر، وإسكندرية نيويورك.
ويصف تلك التجربة بأنها كانت نقطة تحول في حياته، إذ حاز جائزة أفضل مؤلف موسيقي أفريقي من مهرجان جوهانسبرغ عن فيلم المصير.
وقال ،كل فيلم حالة مختلفة من التحدي، فالمصير احتاج موسيقى تعكس روح الأندلس، بينما أنت عمري عبّر عن الشجن والرومانسية.
التوزيع الموسيقي بين الأصالة والتجديد
عرف يحيى الموجي كموزع بارز تعاون مع نجوم الغناء المصري والعربي، من بينهم عمرو دياب، أنغام، شيرين، وعلي الحجار.
من أشهر أعماله توزيعات أغنيات حبيبي ولا على باله، قمرين، عودوني، وراحت ليالي.
ويقول ،التوزيع ليس مجرد تنسيق لحن، بل بناء هوية صوتية كاملة تحافظ على الطابع الشرقي رغم التحديث.
وأوضح أن التطور التكنولوجي في الموسيقى يحمل جانبا سلبيا، إذ أفرز موزعين بلا ثقافة موسيقية يعتمدون على مقام واحد هو الكُرد، محذرا من خطر فقدان الهوية الموسيقية العربية وسط هيمنة البرامج الرقمية السريعة.
مهرجان كنوز واكتشاف الأصوات الجديدة
شارك الموجي مؤخرا في لجنة تحكيم مهرجان كنوز للمواهب في شرم الشيخ، الذي ضم متسابقين من دول عربية وأجنبية.
وقال إن الموهبة ليست الصوت الجميل فقط، بل الأداء الصحيح والكاريزما والثقافة الموسيقية، مؤكدا أن هذه المسابقات تمنح المبدعين الشباب الثقة والانطلاقة الأولى نحو الاحتراف.
الوالد والقدوة التي لا تغيب
يتحدث يحيى الموجي عن والده الراحل بحب واعتزاز قائلا،
حين أضع جملة موسيقية أجدني متأثرا بوالدي، فهو مدرسة السهل الممتنع التي تدخل القلب لأنها صادقة.
ويضيف أنه في طفولته تعلّم العزف على العود قبل أن يوجهه والده إلى دراسة الكمان والتأليف، موضحا،قال لي أبي ابتعد عن العود، وادرس التأليف لتعمل ما حُرمتُ أنا منه.
عبد الحليم حافظ ،نصف محمد الموجي الآخر
تحتفظ ذاكرة يحيى الموجي بصور كثيرة له مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في طفولته، قائلا،
أطلقت اسم عبد الحليم على ابني لأن حليم كان نصف أبي الآخر، أعطاه عصارة فنه، وكان قريبا منا كأحد أفراد العائلة.
ويختتم الموجي حديثه قائلا،
سر عبد الحليم أنه كان صادقا، يغني من قلبه، لذلك بقي أثره في وجدان العالم العربي كله.

