
أمين الفتوى: سداد الديون أهم من الوصايا عند توزيع تركة الميت

الكاتب : نجلاء جاد
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الديون تقدم شرعا على الوصايا عند توزيع التركة، مشددا على أن هذا ليس اجتهادا بشريا عشوائيا، بل حكم شرعي دقيق ينطلق من كون الدين مالا لا يملكه الميت أصلا، بل هو حق للغير يجب رده أولا.
وخلال حواره في برنامج فتاوى الناس مع الإعلامي مهند السادات على قناة الناس، أوضح فخر أن التركة ليست كلها ملكا للميت، بل يستخرج منها أولا ما عليه من ديون، لأن المال الذي خلفه لا يمكن التصرف فيه أو توزيعه قبل تسوية الحقوق المترتبة عليه.
الديون أولا.. ثم الوصية
وضرب الدكتور فخر مثالا يوضح ذلك قائلا: لو ترك شخص 150 ألف جنيه، وكان مدينا بـ50 ألفا، فهذه الخمسون لا تعد من التركة أصلا، بل ترد لأصحابها فورا، إذا المتبقي هو 100 ألف فقط، تحسب منه الوصايا والميراث.
وأضاف: إذا أوصى المتوفى بثلث تركته، فإن
هذا الثلث يحسب من المال المتبقي بعد سداد الديون، لا من المبلغ الكلي الظاهر، وبالتالي، يتم تنفيذ الوصية ثم تقسيم ما تبقى على الورثة وفق الأنصبة الشرعية.
الشريعة تضمن الحقوق حتى بعد الموت
وشدد أمين الفتوى على أن الشريعة الإسلامية حريصة على رد الحقوق لأصحابها قبل توزيع المال، فليس من العدل أن تنفذ وصية أو يوزع ميراث بينما هناك أموال لازالت معلقة في ذمة الميت.
كما ختم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أن الورثة لا يرثون شيئا فعليا إلا بعد تصفية التركة من الديون وتنفيذ الوصية، حفاظا على العدالة وصونا للأمانات.