
نتنياهو والحرب: حسابات البقاء لا السياسة

الكاتب : شيماء مصطفى
قال الدكتور أحمد شديد، رئيس مركز الجليل للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن السلوك الإسرائيلي في الوقت الراهن تحكمه ثلاث محددات رئيسية، تلقي بظلالها على قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعلى مجريات الحرب في قطاع غزة.
وأوضح شديد، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" على قناة النيل للأخبار، أن المحدد الأول يتمثل في رغبة نتنياهو في إطالة أمد الحرب، حيث يرى أن استمرار العمليات العسكرية يمنحه مساحة للمناورة السياسية ويساهم في صرف الأنظار عن أزماته الداخلية.
أما العامل الثاني، فيرتبط بالدوافع الشخصية، لا سيما بعد رفض الرئيس الإسرائيلي منحه عفوًا في القضايا الجنائية التي يُحاكم عليها، وهو ما يجعل بقاءه في منصب رئيس الوزراء ضرورة شخصية تقيه الملاحقة القضائية.
وأضاف أن العامل الثالث يتمثل في التحولات الجارية داخل المشهد الحزبي الإسرائيلي، حيث برزت قوى سياسية جديدة، في مقابل تراجع بعض الأحزاب التقليدية، ما يُضعف من سيطرة نتنياهو ويشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبله السياسي.
وأشار شديد إلى أن هذه المعطيات الثلاثة ربما تكون قد دفعت نتنياهو للاستجابة جزئيًا للضغوط الأمريكية، وخصوصًا فيما يتعلق بالتعامل مع ملف حماس، إلا أن المقترح الأمريكي المقدم – بحسب رأيه – لا يختلف كثيرًا عن سابقه الذي رفضته الحركة قبل نحو ثلاثة أشهر، مما يكرّس حالة الجمود ويعمّق المأزق أمام الطرفين.
وختم بالقول إن الفلسطينيين يسعون لإنهاء الحرب، في حين يرى نتنياهو أن نهاية الحرب قد تعني أيضًا نهاية سلطته.