
هدنة مؤقتة ووعيد... نتنياهو يتعهد بمواصلة الهجوم على غزة

الكاتب : نجلاء جاد
عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد مجددا عزمه على استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة المقترحة التي يجرى التفاوض بشأنها حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، والمقرر أن تمتد لفترة 60 يوما.
هذا التهديد جاء خلال لقاء جمع نتنياهو بوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مساء أمس، حيث شدد رئيس الوزراء على التزامه بوعوده، موضحا أن انشغال الحكومة في التحضير للتصعيد الأخير مع إيران حال دون تنفيذ توقعات سموتريتش بشأن تفكيك حركة حماس في غزة خلال الأسابيع الماضية.
ووفق ما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد أبلغ نتنياهو سموتريتش أن الجيش سينقل السكان من شمال غزة إلى الجنوب، تمهيدا لفرض طوق عسكري على المناطق الشمالية من قطاع غزة عقب انتهاء وقف إطلاق النار، وأوضحت الصحيفة أن سموتريتش إلى جانب وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير يطالبان بتعهدات واضحة من نتنياهو بشأن استئناف الحرب بكامل قوتها بعد انتهاء الهدنة، ولوحا بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا تم التوصل لاتفاق دائم ينهي العمليات في غزة أو يبقي حماس في الحكم.
كما نقلت الصحيفة أن نتنياهو ناقش خلال جلسات مغلقة خطة تهدف إلى عزل المدنيين الفلسطينيين داخل منطقة محددة جنوب القطاع، بهدف ضمان استمرارية العمليات العسكرية حتى بعد انتهاء التهدئة المؤقتة.
وفي تصريحات سابقة لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، كشف نتنياهو عن وجود جهود مكثفة للتوصل إلى هدنة لمدة شهرين، بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، مؤكدا ثقته في تحقيق أهداف الحرب كاملة، وعلى رأسها تحرير الأسرى الإسرائيليين، وتصفية حركة حماس، وضمان عدم بقاء تهديد أمني من غزة مستقبلا.
يشار إلى أنه في يوم الأربعاء 15 يناير 2025، أُعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، شمل أيضا ترتيبات لتبادل الأسرى والمحتجزين، والعودة إلى حالة من التهدئة الشاملة، بوساطة مشتركة من مصر وقطر والولايات المتحدة، على أن يبدأ تنفيذ الاتفاق اعتبارا من الأحد 19 يناير 2025.
وقد تضمن الاتفاق في مرحلته الأولى، التي استمرت 42 يوما، إعادة انتشار القوات الإسرائيلية بعيدا عن المناطق السكنية، وتنفيذ عمليات تبادل للأسرى والرفات، وعودة المهجرين داخليا إلى منازلهم، وسفر المرضى والجرحى للعلاج، إضافة إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن إلى القطاع.
ورغم هذا، قامت سلطات الاحتلال بمنع دخول مستلزمات الإيواء والدفاع المدني والوقود، وأغلقت المعابر المؤدية لغزة منذ 2 مارس، بعد انقضاء المرحلة الأولى دون الوصول لاتفاق جديد لتثبيت الهدنة، وفي 18 مارس، تم انتهاك الهدنة بشن غارات جوية، تبعها توغل بري في عدة مناطق كانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت منها سابقًا.
كما استمرت إسرائيل في عرقلة دخول قوافل المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وبدء إعادة الإعمار، في وقت تواصل فيه جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين الدفع نحو هدنة جديدة تشمل وقفا دائما لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.