نواف سلام: نتمسك بوحدة لبنان ونرفض الانجرار للفتنة

الكاتب : سمر فتحي

أكد رئيس الوزراء اللبناني، الدكتور نواف سلام، أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توم براك، سيزور بيروت الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن الورقة التي قدمها الأخير تتضمن مجموعة أفكار تتعلق بتنفيذ ترتيبات وقف العمليات العدائية، التي تم التوصل إليها في 27 نوفمبر الماضي، والتي أُقرت في عهد الحكومة السابقة، وجددت الحكومة الحالية التزامها بها في بيانها الوزاري.

وأوضح سلام، في مقابلة مع قناة “الجديد” مساء الجمعة، أن جوهر تلك الورقة يقوم على مبدأ التلازم بين انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة، تمامًا كما نصت عليه الترتيبات التي تبناها مجلس الوزراء السابق.

وأشار رئيس الحكومة إلى أهمية الحفاظ على ثقة المواطنين، واصفًا إياها بأنها “غالية” وترتبط مباشرةً بأداء الحكومة ومدى قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة، خاصة في ظل الأزمات المتراكمة التي أنهكت الشعب اللبناني. وقال: “توقعات الناس كانت عالية جدًا، لأن الوضع كان صعبًا للغاية، ونحن حريصون على أن نكون على قدر هذه الثقة”.

وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، شدد سلام على أهمية عدم انجرار لبنان إلى أي شكل من أشكال الفتنة أو التوتر الداخلي. وأضاف: “منذ بداية الأحداث في سوريا، تواصلت مع الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية، لأن ما يهمنا هو حماية لبنان من تداعيات النيران المشتعلة حولنا، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بوحدة وطنية راسخة”.

وأكد سلام أن استقرار سوريا يمثل أولوية للبنان، قائلاً: “نحن نعرف جيدًا معنى الاقتتال، فقد عشناه وذقنا مرارته، ونتمنى وأد الفتنة في سوريا وعودة الاستقرار إليها، لأن وحدة سوريا واستقرارها أمران أساسيان لأمن واستقرار لبنان”.

وتابع قائلًا: “إذا طال أمد الأزمة السورية ولم يتحقق الاستقرار قريبًا، فهذا يفرض علينا تمسكًا أكبر بوحدتنا الوطنية ووعينا تجاه خطر انتقال الفتنة إلينا”، مؤكدًا أن الفتنة والاقتتال الداخلي كلّفا لبنان أثمانًا باهظة في الماضي.

كما شدد على أهمية البيان الصادر عن الجيش اللبناني في هذا السياق، معربًا عن ثقته بالمؤسسة العسكرية وبحكمة القيادات السياسية ووعي اللبنانيين. وقال: “رغم الأجواء المشحونة ووقوع بعض الحوادث الفردية، إلا أنها لا تزال تحت السيطرة، وقد سادت أجواء من الحكمة والتعقل خلال اليومين الماضيين”.

واختتم سلام حديثه بالتأكيد على أن سوريا تواجه تحديات متزايدة، آخرها القصف الإسرائيلي، إلى جانب مخاطر عودة التدخلات الخارجية، لكنه عبّر عن اعتقاده بأن سوريا أمام فرصة كبيرة للعودة إلى الاستقرار.