.jpeg)
الأونروا تحذر من تفاقم المجاعة في غزة بسبب نقص المساعدات
.jpg)
الكاتب : يوسف اسماعيل
أطلق فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تحذيرًا مؤلمًا بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مؤكدًا أن المجاعة بدأت بالفعل تتسلل إلى حياة السكان بصمت. وأشار إلى أن أحد موظفي الوكالة وصف الواقع بقوله: "الناس في غزة ليسوا أحياء ولا أمواتًا... إنهم جثث تمشي على الأقدام".
هذا التحذير جاء في ظل تفاقم سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، حيث أصبح واحد من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، وسط نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، وعجز متزايد في قدرة الأهالي ومقدمي الرعاية على التكيّف مع الوضع الكارثي.
وأعرب لازاريني عن قلقه من انهيار المنظومة الإنسانية، مشيرًا إلى أن عمال الإغاثة أنفسهم يعانون من الجوع، ويعيش كثيرون منهم على وجبة عدس واحدة يوميًا، ما تسبب في حالات إغماء بين العاملين أثناء أداء واجبهم.
من جانبه، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أن القصف ليس وحده ما يقتل سكان غزة، بل الجوع أيضًا. وكشف أن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم بسبب الجوع، بينهم 21 طفلًا دون سن الخامسة، وأن أكثر من ألف شخص قُتلوا بين مايو ويوليو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وأشار تيدروس إلى أن مواقع توزيع المساعدات، التي من المفترض أن تكون نقاط أمل، أصبحت أماكن محفوفة بالمخاطر، حيث وقعت عدة حوادث عنف أسفرت عن وفيات. كما تواصلت الهجمات على المستشفيات، بما في ذلك مواقع تابعة للمنظمات الإنسانية، مما دفع العائلات إلى الفرار دون حماية، في وقت أصبحت فيه المراكز الطبية عاجزة عن العمل.
وأوضح لازاريني أن هناك آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية الجاهزة للدخول إلى غزة، لكنها لا تزال تنتظر السماح بالدخول، في وقت أصبحت فيه قدرة السكان على الصمود شبه معدومة، وأصبح البقاء على قيد الحياة تحديًا يوميًا.
واختتم لازاريني دعوته بمناشدة عاجلة للسماح الفوري وغير المشروط بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددًا على أن "الناس ينهارون... والأطفال يموتون... والوقت ينفد".