.jpeg)
فرنسا تعترف بفلسطين رغم اعتراض إسرائيل

الكاتب : شيماء مصطفى
في خطوة مفصلية تحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية عميقة، أعلنت فرنسا عزمها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، متحدّيةً الانتقادات الإسرائيلية ومحذّرةً من ربط الحق الفلسطيني بالإرهاب.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن هذه الخطوة لا تمثل بأي شكل "مكافأة لحماس"، بل رسالة صارمة للحركة التي "رفضت مرارًا حلّ الدولتين"، وقال عبر منصة "إكس": "فرنسا تعترف بفلسطين لتؤكد أن معسكر السلام هو الصواب، ومعسكر الحرب على خطأ".
الرئيس إيمانويل ماكرون وجّه رسالة رسمية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد فيها دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعا إلى حشد التأييد الدولي للمبادرة، ما يضع باريس في موقع قيادي جديد ضمن الجهود الهادفة لإحياء عملية السلام.
لكن إسرائيل قابلت القرار الفرنسي بعاصفة من الغضب، واصفةً الاعتراف بأنه "وصمة عار في تاريخ فرنسا" و"مكافأة غير مقبولة للإرهاب"، في إشارة إلى هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
في المقابل، ردّت إسرائيل بحرب طاحنة على قطاع غزة خلّفت ما لا يقل عن 59,587 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، في ظل حصار خانق أدّى إلى انهيار الأوضاع الإنسانية وبلوغ شفا المجاعة.
ورغم استمرار احتجاز 49 شخصًا خطفوا خلال هجوم حماس، بينهم 27 تؤكد إسرائيل مصرعهم، تشدّد باريس على أن اعترافها لا ينفي مسؤوليات الأطراف، بل يعيد التأكيد على مرجعية القانون الدولي وضرورة التوصّل إلى حل شامل وعادل.
التحرك الفرنسي قوبل بترحيب عربي واسع، وعلى رأسه السعودية، بينما تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للإسراع بخطوة مماثلة، وسط واقع سياسي دولي يشهد تغيّراً في مواقف العواصم الغربية.
وحتى اليوم، اعترفت 142 دولة بدولة فلسطين، في وقت تصرّ فيه إسرائيل والولايات المتحدة على رفض أي اعتراف أحادي، رغم تصاعد الكلفة الإنسانية والسياسية لاستمرار النزاع.