
كردفان تحت النار.. معارك دامية ونزوح لا يتوقف
.jpeg)
الكاتب : يوسف إسماعيل
يشهد إقليم كردفان في السودان أزمة إنسانية متفاقمة مع تصاعد وتيرة العنف منذ مطلع عام 2025، حيث أسفرت المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى تدهور شديد في الخدمات الأساسية.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها أن ولايات كردفان الثلاث – شمال وجنوب وغرب – تعرضت لهجمات استهدفت المدنيين والمنشآت الحيوية مثل المستشفيات والأسواق والمناطق السكنية، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة وانهيار كامل في البنية التحتية الأساسية.
وقال دانيال أومالي، رئيس بعثة الصليب الأحمر في السودان، إن القتال العنيف تسبب في فرار نحو 90% من السكان في بعض المناطق، وسط تهديدات متزايدة نتيجة وجود مخلفات الحرب من ألغام وذخائر غير منفجرة، ما يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين، خصوصًا من يحاولون العودة إلى منازلهم.
وأشار أومالي إلى أن النظام الصحي في الإقليم بات عاجزًا عن تلبية احتياجات المرضى والجرحى، نتيجة ضعف الإمكانات وغياب الموارد الطبية، محذرًا من تدهور الوضع الصحي مع تزايد أعداد المصابين، خصوصًا في ظل تفشي مرض الكوليرا، حيث تم تسجيل أكثر من 7800 حالة وسط ضعف واضح في قدرات الاستجابة والعلاج.
كما نبه إلى أن العديد من الأسر اضطرت للنزوح عدة مرات بسبب تغير مواقع الاشتباكات، وهو ما أدى إلى عزل بعض المناطق تمامًا عن شبكات الإمداد والدعم، مما جعلها بلا خدمات لعدة أشهر.
وأوضحت اللجنة أن القيود المفروضة على حركة البضائع ساهمت في تفاقم أزمة الغذاء، مما دفع عددًا متزايدًا من المدنيين إلى الفرار بحثًا عن سبل للبقاء، مؤكدة أن نقص الطعام والرعاية الطبية، وغياب ممرات آمنة للهروب، كلها عوامل تزيد من عمق المأساة التي يعيشها سكان كردفان والمناطق المتأثرة بالنزاع في السودان.