مايكروسوفت تفاوض OpenAI لتأمين تقنياتها

الكاتب : يوسف إسماعيل

تجري شركة مايكروسوفت مباحثات متقدمة مع شركة OpenAI، بهدف توقيع اتفاقية جديدة تضمن استمرار شراكتها التقنية مع الشركة المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى في حال إعلان الأخيرة عن الوصول إلى مرحلة "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI)، وهي المرحلة التي يُتوقع أن تتفوق فيها قدرات الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات.

ووفقًا لما نقلته مصادر مطلعة، فإن مايكروسوفت وOpenAI تجريان مفاوضات متواصلة منذ فترة، وقد يتم التوصل إلى اتفاق رسمي خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ومع ذلك، تظل هناك بعض التحديات المحتملة، خاصة على الصعيد القانوني والتنظيمي، في ظل وجود دعوى قضائية مرفوعة من قبل رجل الأعمال إيلون ماسك، تهدف إلى منع OpenAI من التحول إلى شركة ربحية بالكامل.

ويأتي هذا التوجه من OpenAI في إطار سعيها للتخلص من هيكلها الحالي الذي يجمع بين مؤسسة غير ربحية وشركة تجارية محدودة الربحية، وهو نموذج يضع قيودًا على قدرتها في التوسع المالي والتجاري، رغم نجاحها في جذب استثمارات ضخمة والتصرف كشركة تكنولوجية متطورة.

في المقابل، تسعى مايكروسوفت — وهي أكبر المستثمرين في OpenAI — إلى تأمين موقعها داخل الهيكل الجديد للشركة، والحصول على حصة ملكية قد تصل إلى 35%، إلى جانب ضمانات تسمح لها باستخدام التقنيات المستقبلية لـ OpenAI، حتى بعد إعلان الوصول إلى AGI. وتشير المعلومات إلى أن الاتفاق الحالي بين الطرفين ينتهي في عام 2030، أو بمجرد تحقيق AGI، أيهما يأتي أولًا.

وتحرص OpenAI على أن يتم استخدام تقنياتها من قبل شركائها بطريقة مسؤولة وآمنة، خاصة مع اقتراب تقنياتها من بلوغ مرحلة الذكاء المتقدم، وهو ما يثير مخاوف مجتمعية وتنظيمية واسعة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.

العلاقة بين الشركتين تُعد واحدة من أبرز نماذج الشراكة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعتمد مايكروسوفت بشكل أساسي على تقنيات OpenAI في العديد من منتجاتها وخدماتها، مثل أدوات المساعد الذكي Copilot في أنظمة Windows وOffice وGitHub، بالإضافة إلى منصة Azure السحابية.

وتخشى مايكروسوفت من أن يؤدي إعلان OpenAI عن تحقيق الذكاء الاصطناعي العام دون اتفاق واضح إلى فقدانها ميزة استراتيجية مهمة في السوق، بينما من شأن إعادة هيكلة OpenAI نحو الربحية الكاملة أن يفتح الباب أمام عوائد مالية ضخمة للمستثمرين، على عكس الهيكل الحالي الذي يحد من تلك العوائد.

في ظل سباق عالمي محموم نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُظهر هذه المفاوضات مدى تعقيد العلاقة بين شركات التكنولوجيا الكبرى، ودورها المحوري في تشكيل مستقبل هذا القطاع الحيوي الذي يزداد تأثيره على حياة البشر ومجتمعاتهم يومًا بعد يوم.