ليس كل إرهاق تعب.. اعرف متى يكون إنذار نفسي بضرورة الاستراحة

2025-07-31 12:17:50.000
ليس كل إرهاق تعب.. اعرف متى يكون إنذار نفسي بضرورة الاستراحة

الكاتب : نجلاء جاد

في خضم ضغوط الحياة المتسارعة، وسط التزامات العمل ومسؤوليات الأسرة والانشغالات اليومية، قد نجد أنفسنا نركض بلا توقف، إلى أن يداهمنا شعور مرهق لا نفهم حقيقته، هل هو مجرد تعب مؤقت بعد يوم طويل؟ أم مؤشر خطير على احتراق نفسي يتطلب وقفة جادة؟ التفرقة بين الإرهاق العادي والإجهاد النفسي العميق ليست رفاهية، بل ضرورة قد تحمينا من الانهيار الصامت، وتمنحنا فرصة لاستعادة التوازن قبل فوات الأوان.


ما هو الاحتراق النفسي؟

الاحتراق النفسي يتجاوز كونه تعبا جسديا؛ إنه حالة من الإنهاك العاطفي والعقلي تجعل الإنسان يفقد شغفه، حماسه، وقدرته على الاستمرار، حتى في أبسط المهام. من أبرز مظاهره:

  • شعور دائم بالضيق والانزعاج

  • تراجع القدرة على التركيز

  • سرعة الانفعال

  • فقدان الدافع الداخلي

  • الانسحاب من العلاقات الاجتماعية


الفرق بين التعب العادي والاحتراق النفسي

  • المدة الزمنية: التعب الطبيعي غالبا ما يزول بعد نوم جيد أو راحة بسيطة، بينما يستمر الاحتراق النفسي لعدة أيام أو أسابيع، حتى مع محاولات الراحة.

  • طبيعة الشعور: إذا كان الإحساس بالتعب مصحوبا بثقل نفسي وفقدان الحماس، فغالبا ما يكون مصدره نفسيا لا جسديا.

  • ردة الفعل تجاه المهام: مع الإرهاق العادي، يمكنك أداء واجباتك رغم الصعوبة، أما في الاحتراق النفسي، فتفقد القدرة حتى على أبسط الأمور، وتبدأ في التهرب من المسؤوليات.

  • تأثيره على العلاقات: الإجهاد النفسي قد يغير طريقة تواصلك مع الآخرين، فتشعر بعدم القدرة على التفاعل، وتنسحب تدريجيا من محيطك الاجتماعي.


علامات تشير إلى حاجتك العاجلة للراحة النفسية:

  • مرور اليوم ببطء شديد مع الإحساس بأن كل مهمة ترهقك

  • اضطرابات في النوم أرق أو نوم مفرط

  • فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام كرد فعل عاطفي

  • نوبات غضب أو بكاء غير مبرر

  • تنفيذ المهام بشكل آلي، دون أي دافع أو هدف

إذا ظهرت هذه المؤشرات، فهي رسالة من جسدك وعقلك تدعوك للتوقف، ليس فقط لأخذ قسط من الراحة، بل لإعادة الاتصال بنفسك، وترميم توازنك النفسي والعاطفي.