
نداء لإنقاذ الفاشر وفتح ممرات إنسانية

الكاتب : سمر فتحي
دعت قوى سياسية ولجان مقاومة سودانية، يوم الخميس، إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال الغذاء والمساعدات إلى مدينة الفاشر بشمال دارفور، في ظل ما وصفته بـ”الحصار الوحشي” الذي تفرضه قوات الدعم السريع، وتصاعد الهجمات التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.
وفي بيان مشترك، أدانت هذه القوى ما يحدث في الفاشر، واعتبرته “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، محمّلة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن “القتل والتجويع والترويع، واستهداف المدنيين والمرافق الصحية والخدمية”.
وطالب البيان بوقف فوري لإطلاق النار في الفاشر، وانسحاب قوات الدعم السريع من محيط المدينة، وفتح ممرات إنسانية بإشراف دولي لتأمين دخول الغذاء والماء والدواء والوقود، وضمان استمرار العمل الإنساني دون عوائق.
كما دعا البيان إلى فتح تحقيق مستقل في الجرائم المرتكبة، وتحريك آليات المحاسبة الدولية بالاستناد إلى ما جمعته المحكمة الجنائية الدولية من أدلة بشأن جرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين.
وحذّر الموقعون على البيان من أن الفاشر تواجه “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، نتيجة الحصار والهجمات المتواصلة منذ أسابيع، والتي باتت تنذر بفناء المدينة وسكانها. وأوضحوا أن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون وسط انعدام الغذاء والسلع الأساسية، وتوقف مطابخ الإغاثة الجماعية التي كانت تطعم آلاف المحتاجين يوميًا.
كما أشار البيان إلى تعطل المستشفيات وانتشار الكوليرا وسوء التغذية الحاد، في ظل غياب الرعاية الصحية ومياه الشرب، ما زاد من حدة المأساة الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في تقييم صدر في 8 يوليو الجاري أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح بالفاشر يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم 11% يعانون من سوء تغذية حاد وخطير.
وفي مشهد يعكس حجم المأساة، كشف البيان أن بعض سكان الفاشر اضطروا لتناول أعلاف الحيوانات “الأمباز” للبقاء على قيد الحياة.
وختمت القوى السياسية بيانها بالتأكيد على تضامنها مع أهالي الفاشر والنازحين والمقاومين للحصار، مؤكدة أن “المعركة اليوم هي معركة من أجل البقاء والحياة”.