كوريا الجنوبية تطوي صفحة الحرب النفسية مؤقتًا

الكاتب : سمرمنصور

سيول - 4 أغسطس 2025

بدأت كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، إزالة مكبرات الصوت الدعائية المثبتة على طول الحدود مع كوريا الشمالية، في خطوة رمزية تهدف إلى تخفيف حدة التوترات المتصاعدة بين الجانبين. وتأتي هذه الخطوة بعد نحو شهرين من صدور قرار رئاسي بوقف البث عبر هذه المكبرات، الذي كان يتضمن محتوى مناهضًا للنظام في بيونغ يانغ.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان رسمي إن عملية الإزالة تجري في عدة مواقع على امتداد المنطقة منزوعة السلاح، وتُعد "إجراءً عمليًا لتعزيز جهود تهدئة التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية"، دون أن يؤثر ذلك على "الجاهزية الدفاعية للقوات المسلحة".

وكانت الحكومة الكورية الجنوبية قد استأنفت تشغيل مكبرات الصوت عام 2024 ردًا على إرسال كوريا الشمالية بالونات تحمل مواد دعائية ونفايات إلى أراضي الجنوب. إلا أن إدارة الرئيس لي جاي ميونغ عادت وأمرت بوقف البث في يونيو الماضي، في إطار ما وصفته بـ"مسار بناء الثقة التدريجي" مع الجارة الشمالية.

في المقابل، لم تصدر كوريا الشمالية أي رد رسمي على عملية الإزالة حتى الآن، غير أن تصريحات سابقة لكيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أكدت أن بيونغ يانغ "لا ترى أي جدوى من الحوار" في ظل ما وصفته بـ"التحالف العسكري المستمر بين سيول وواشنطن".

ويُذكر أن مكبرات الصوت الدعائية كانت قد أُزيلت سابقًا في عام 2018 خلال فترة التقارب بين الكوريتين، إلا أن التوترات المتجددة أعادت استخدامها لاحقًا. وتُعد هذه الأجهزة إحدى أدوات الحرب النفسية التي استخدمها الجانبان لعقود في ظل غياب اتفاق سلام رسمي بينهما منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953.

ويترقب المراقبون ما إذا كانت هذه الخطوة ستُمهد لتقارب جديد بين الكوريتين، أو ستُقابل بتجاهل أو تصعيد من الجانب الشمالي، في ظل الجمود السياسي الراهن بين البلدين.