
من أجل إنزال المساعدات... إسرائيل تفرض حظرًا على التصوير الجوي لدمار غزة

الكاتب : سمرمنصور
إسرائيل تمنع التصوير الجوي أثناء إسقاط المساعدات على غزة وسط تشدد رقابي مشدد
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، فرضت إسرائيل قيودًا صارمة على التصوير الجوي أثناء عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وسط تحذيرات صريحة من أن أي توثيق جوي قد يؤدي إلى وقف الرحلات الإغاثية.
وأفادت مصادر إعلامية دولية، من بينها شبكة "سكاي نيوز" و"CNN"، أن السلطات الإسرائيلية أبلغت الطواقم المشاركة في إسقاط المساعدات الجوية بعدم توثيق المشاهد من الجو بأي شكل، مهددة بوقف الدعم اللوجستي أو تعليق المهام الإغاثية في حال مخالفة التعليمات.
ويأتي هذا التشدد في ظل ما وصفه مراقبون بمحاولة إسرائيل التحكم بالرواية الإعلامية وحجب الصور التي توثق حجم الدمار الواسع الذي لحق بغزة نتيجة الحرب المستمرة منذ أشهر. حيث تُظهر المشاهد الجوية التي تسربت أو نُشرت بشكل محدود مناطق سكنية محروقة بالكامل، وأحياء اختفت معالمها تحت الركام، ما دفع البعض لتشبيه الدمار بـ"ما تخلّفه قنبلة نووية".
وكانت مصادر تركية قد نشرت في وقت سابق مقطع فيديو جوي يوثق حجم الدمار الكارثي، متحدية القيود، ما أثار انتباهًا واسعًا وحرجًا دوليًا كبيرًا لإسرائيل. إلا أن تغطيات مماثلة لم تُسمح لاحقًا، وتم التشديد على الطائرات المشاركة في الإسقاطات الإنسانية بعدم التصوير بأي وسيلة، حتى أثناء الطيران فوق المناطق المتضررة.
خبراء ومراقبون اعتبروا هذا الحظر محاولة واضحة لإخفاء الأدلة البصرية التي قد تُستخدم في تحقيقات دولية محتملة حول جرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين، كما أنه يُقيد حرية الإعلام ويمنع العالم من رؤية الواقع على الأرض.
من جهة أخرى، بررت بعض الجهات الإسرائيلية هذه السياسة بـ"أسباب أمنية"، متذرعة بأن التصوير قد يكشف مواقع حساسة أو يُستخدم من قبل جماعات مسلحة، وهي مبررات رفضها عدد من المنظمات الحقوقية، معتبرين أن الهدف الحقيقي هو منع توثيق الأضرار البشرية والمادية الهائلة التي لحقت بالمدنيين في غزة.
يُذكر أن غزة تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة، في ظل تدمير أكثر من 60% من بنيتها التحتية، وتشريد ما يقارب 90% من سكانها، بحسب تقارير أممية. ويعد التصوير الجوي أحد أبرز الأدوات المستخدمة لإظهار حجم الكارثة، خاصة في ظل القيود المفروضة على دخول الصحفيين والفرق الإعلامية إلى القطاع.