" />

من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

إهمال "أوشن غيت" وراء كارثة "تيتان"

2025-08-06 03:57:14.000
إهمال "أوشن غيت" وراء كارثة "تيتان"

الكاتب : شيماء مصطفى

"تيتان".. تقرير صادم يكشف الإهمال والسموم داخل الشركة: كارثة كان يمكن تفاديها


تقرير أميركي رسمي يدين "أوشن غيت" بثقافة ترهيب وتلاعب.. ويحمّلها مسؤولية مأساة حصدت أرواح خمسة أشخاص


في ختام تحقيقات استمرت لعامين، كشف تقرير صادر عن خفر السواحل الأميركي،  أن كارثة انفجار الغواصة السياحية "تيتان" عام 2023 لم تكن نتيجة خلل تقني عارض أو مصادفة مأساوية، بل ثمرة ما وصفه التقرير بـ"الإهمال الكارثي" و"ثقافة داخلية سامة" في شركة "أوشن غيت" المشغّلة.


وصف التقرير الذي جاء في أكثر من 300 صفحة، الحادثة التي أودت بحياة خمسة أشخاص بأنها "مأساة كان يمكن تفاديها بالكامل"، محمّلاً الشركة وقيادتها مسؤولية فشل ممنهج في تصميم وتشغيل وصيانة الغواصة.


هيكل هش.. وإدارة أخطر


كانت الغواصة "تيتان" قد انطلقت في مهمة استكشافية إلى حطام سفينة "تايتانيك" في أعماق المحيط الأطلسي، قبل أن تفقد الاتصال فجأة، في حادثة هزّت العالم وأشعلت تغطية إعلامية دولية، انتهت بالكشف عن انفجارها تحت ضغط الأعماق.


لكن التحقيقات أظهرت أن ما خفي كان أعظم: فقد تعرّض الهيكل الخارجي للغواصة لضرر إضافي بعد تخزينها في العراء خلال شتاء كندا القارس عام 2023، ما تسبب في تشقق مادتها نتيجة التجمّد والذوبان المتكرر.


"ثقافة ترهيب".. وتلاعب بالحقائق


وأشار التقرير إلى أن ستوكتون راش، المؤسس والرئيس التنفيذي الراحل للشركة، والذي لقي حتفه ضمن الضحايا، تعمّد تجاهل التحذيرات الداخلية، وسعى إلى إسكات الأصوات الناقدة. واتبع، بحسب الوثائق، أسلوبًا سلطويًا شمل التهديد بالفصل والسخرية من الموظفين الذين أعربوا عن مخاوف تتعلق بالسلامة.


وتبين أيضًا أن الشركة مارست تضليلاً متعمداً للجهات الرقابية، واستخدمت السمعة العلمية كغطاء لتجاوز المعايير الهندسية، بل وذهبت إلى حد تزوير بعض البيانات المتعلقة بسلامة الغواصة.


لو نجا.. لواجه اتهامات


بحسب جيسون نوبيور، رئيس مجلس التحقيقات البحرية بخفر السواحل، فإن هذه الكارثة "كان يمكن تفاديها بالكامل"، مضيفًا أن راش أبدى "إهمالًا فادحًا" ساهم في مقتل أربعة آخرين. وأكد التقرير أنه لو نجا من الحادث، لكان على الأرجح واجه ملاحقة جنائية من وزارة العدل الأميركية.


الضحايا.. وأصوات تطالب بالمحاسبة


ضمت قائمة الضحايا إلى جانب راش، كلًا من:


المستكشف الفرنسي بول-هنري نارغوليه،


رجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ،


الملياردير الباكستاني-البريطاني شاهزاده داوود وابنه الشاب سليمان (19 عامًا).



وفي أول تعليق لها على التقرير، قالت عائلة داوود: "النتائج لا تغيّر النهاية المأساوية، لكن يجب أن تكون محفزًا لتغيير حقيقي يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث".


أما عائلة نارغوليه، فلا تزال تمضي قدمًا في دعوى تعويضات ضد الشركة، تطالب فيها بأكثر من 50 مليون دولار، متهمة "أوشن غيت" بإخفاء معلومات جوهرية تتعلق بتاريخ الغواصة ومتانتها