من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

مشروع رقمي إسرائيلي لتحويل الرقابة إلى أداة قمع شامل ضد الفلسطينيين

2025-08-07 09:05:41.000
مشروع رقمي إسرائيلي لتحويل الرقابة إلى أداة قمع شامل ضد الفلسطينيين

الكاتب : سمرمنصور


تحقيق يكشف تعاونًا سريًا بين مايكروسوفت والاستخبارات الإسرائيلية في مشروع تجسس على الفلسطينيين

كشفت تقارير صحفية غربية عن تعاون سري واسع بين شركة مايكروسوفت العالمية وجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، في مشروع تجسس متطور يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسب التحقيق، الذي أعدته جهات إعلامية استقصائية، فقد التقى المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا نادالا، عام 2021، بقيادات من وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بـ"الوحدة 8200"، وجرى خلال اللقاء الترتيب لتقديم دعم تقني خاص لإنشاء بيئة سحابية مخصصة عبر منصة "Azure"، تُستخدم لمعالجة بيانات استخباراتية ضخمة.

وأفادت المصادر أن المشروع بدأ العمل به فعليًا في عام 2022، حيث جرى تخزين وتحليل ملايين المكالمات الهاتفية اليومية للفلسطينيين، في نظام قادر على معالجة ما يصل إلى مليون مكالمة في الساعة. وتشير التقديرات إلى أن حجم البيانات المخزنة يتجاوز 11 ألف تيرابايت، بما يعادل مئات الملايين من ساعات التسجيلات.

واستخدمت هذه البيانات، بحسب التحقيق، في دعم عمليات عسكرية مباشرة، بما في ذلك تنفيذ اعتقالات ميدانية وشن غارات جوية، وهو ما أثار انتقادات واسعة من جهات حقوقية وتقنية، خاصة في ظل استهداف المدنيين.

من جانبها، نفت مايكروسوفت أن تكون تقنياتها قد استُخدمت لإلحاق الضرر بالمدنيين، مؤكدة التزامها بسياسات أخلاقية تحظر استخدام خدماتها في أعمال تنتهك حقوق الإنسان. إلا أن التحقيقات أوضحت أن الشركة كانت على علم بطبيعة الاستخدامات الأمنية، وأنها قدّمت خدمات مماثلة لوحدات عسكرية إسرائيلية أخرى.

وشهدت مايكروسوفت احتجاجات داخلية من موظفين عرب وفلسطينيين طالبوا بوقف التعاون العسكري مع إسرائيل، متهمين الشركة بالتواطؤ في "الانتهاكات ضد المدنيين" في الأراضي الفلسطينية.

ويأتي هذا الكشف في ظل تصاعد الانتقادات العالمية لدور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات المسلحة، ودعوات لمزيد من الشفافية والمساءلة بشأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية في المجالات العسكرية.