
جرس الكنيسة يصرخ لأجل غزة

الكاتب : سمر فتحي
بدأت مئات الكنائس في النرويج، بقرع أجراسها تعبيرًا عن تضامنها مع معاناة المدنيين في قطاع غزة، استجابةً لدعوة أطلقها أساقفة الكنيسة النرويجية. وتوقعت جهات كنسية انضمام كنائس أوروبية أخرى إلى هذه المبادرة الرمزية التي تهدف إلى كسر حاجز الصمت تجاه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
ودعا الأسقف الأعلى للكنيسة النرويجية، أولاف فيكس تفيت، جميع الكاتدرائيات والكنائس في البلاد إلى السماح بقرع الأجراس، معتبرًا إياها “علامة مشتركة للتضامن” مع سكان غزة الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية. وقال في بيان سابق:
“يومًا بعد يوم، نتابع تقارير عن وضع يزداد تدهورًا، فيما أصبحت غزة مسرحًا لكارثة إنسانية حقيقية. مع وجود أكثر من 60 ألف قتيل، نشعر بالحاجة لفعل شيء ما.”
وكان الأساقفة النرويجيون قد طالبوا في مايو الماضي بالنظر في “جميع الوسائل السياسية والاقتصادية المشروعة” للضغط على إسرائيل لوقف ما وصفوه بـ”التطهير العرقي” في غزة، مؤكدين أن الصمت لم يعد خيارًا.
من جهته، قال هارالد هيغستاد، منسق المجلس الوطني لكنيسة النرويج، إن ما يحدث في غزة “صور مروعة لم يشهد لها العالم مثيلًا منذ عقود”، داعيًا الكنائس والأفراد إلى إضاءة الشموع وتقديم صلوات الشفاعة كرمزٍ للأمل في مواجهة الظلام.
وأوضح أن قرع أجراس الكنائس يُعد خطوة استثنائية لا تُتخذ إلا في حالات نادرة، ما يعكس حجم التعاطف والقلق حيال الأوضاع في غزة.
وفي القدس المحتلة، دعا المطران الدكتور ساني إبراهيم عازار، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، جميع الكنائس في المنطقة إلى المشاركة في هذه المبادرة، قائلاً:
“آمل أن تصل أصوات الأجراس إلى الله، وترنّ في آذان الناس، لتذكرهم بالمعاناة في غزة.”
وامتدت المبادرة إلى دول أوروبية أخرى، إذ أعلنت كنائس في السويد وأيسلندا وفنلندا عن انضمامها إلى “نداء الأجراس”.
ففي أيسلندا، أكد الأسقف غودرون كارلس هيلغودوتير أن كاتدرائيات البلاد الثلاث ستقرع أجراسها، داعيًا رجال الدين للمشاركة بصوت واحد.
أما في السويد، فأعلن رئيس أساقفة الكنيسة السويدية، الدكتور مارتن موديوس، أن أجراس الكنائس ستُقرع خلال قداس الأحد المقبل “للصلاة من أجل غزة، ومن أجل السلام في إسرائيل وفلسطين، ومن أجل كل المتضررين من ويلات الحرب”.
وفي فنلندا، دعت جميع الأبرشيات التسع المصلين للمشاركة في قرع أجراس السلام والصلاة المشتركة، فيما قال عميد كاتدرائية تامبيري، أولي-بيكا سيلففيرهوث:
“قرع الأجراس دعاء بلا كلمات، من أجل السلام والإنسانية والحياة.