من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

خطة إسرائيل للسيطرة على غزة تثير إدانات دولية

2025-08-08 04:20:21.000
خطة إسرائيل للسيطرة على غزة تثير إدانات دولية

الكاتب : شيماء مصطفى

تصعيد إسرائيلي يثير عاصفة من الإدانات الدولية: خطة نتنياهو للسيطرة على غزة تنذر بكارثة إنسانية


في خطوة وُصفت بأنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتفاقمًا للوضع الإنساني المتدهور، أثارت موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، موجة واسعة من الإدانات العربية والدولية، وسط تحذيرات من تحول القرار إلى شرارة تفاقم كارثي في القطاع المحاصر.


فقد أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن رفضها الشديد لقرار إسرائيل، معتبرة أنه يمثل تصعيداً خطيراً ينتهك قرارات الشرعية الدولية، فيما دعت الأمم المتحدة عبر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى الوقف الفوري لما وصفه بـ"الاحتلال العسكري الكامل"، مشدداً على أن القرار يتعارض بشكل مباشر مع أحكام محكمة العدل الدولية التي دعت إلى إنهاء الاحتلال.


دعوات أوروبية لوقف الخطوة "الخطأ"


من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب أن الخطة الإسرائيلية تمثل "خطوة خاطئة" من شأنها أن تزيد الوضع الإنساني في غزة سوءًا. وأضاف: "لا يمكن لهذا القرار أن يسهم في تحسين الظروف أو تسريع إطلاق سراح الرهائن".


الموقف ذاته تبناه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي حث الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن القرار، واصفاً إياه بأنه "لن يحقق الأمن، بل سيؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء".


الصين وتركيا تدخلان على خط الإدانة


الصين أيضاً دخلت على خط الأزمة، معربة عن "قلقها البالغ" إزاء التحركات الإسرائيلية، مطالبةً بوقف التصعيد. كما نددت الخارجية التركية بالقرار، واصفة إياه بأنه استمرار لسياسات "الإبادة الجماعية واحتلال الأراضي"، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التحرك الفوري.


تحذير أسترالي من "كارثة أكبر"


بدورها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج أن هذا القرار الإسرائيلي يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية، مشيرةً إلى أن "التهجير القسري الدائم يعد انتهاكًا للقانون الدولي"، كما جدّدت الدعوة إلى وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات دون عوائق.


"نتنياهو يوسّع دائرة الأزمة"


تأتي هذه التطورات بعد مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع شبكة "فوكس نيوز"، والتي كشف خلالها نية بلاده "فرض السيطرة العسكرية على كامل قطاع غزة"، تمهيدًا لما وصفه بتسليم الحكم لقوات عربية – دون تحديد الدول المعنية أو طبيعة الاتفاق.


وفي سياق متصل، حذرت صحيفة "غلوب آند ميل" الكندية من أن التوسع في السيطرة الإسرائيلية سيحمّل تل أبيب مسؤولية مباشرة عن تفاقم معاناة الفلسطينيين، معتبرة أن "قطع المساعدات الإنسانية، في ظل ادعاء السيطرة على 75% من غزة، هو أمر كارثي من الناحية الأخلاقية والاستراتيجية".


دعوة فلسطينية لواشنطن


الرئاسة الفلسطينية من جهتها، طالبت الولايات المتحدة بالتدخل العاجل لمنع تنفيذ الخطة الإسرائيلية، مؤكدة أن المسار العسكري الذي تسلكه تل أبيب يعصف بفرص السلام، ويزيد من المعاناة اليومية للفلسطينيين.


حل الدولتين في مهب الريح؟


وبينما يتصاعد الغضب الدولي، تؤكد معظم التصريحات الغربية أن "حل الدولتين" يبقى السبيل الوحيد لإنهاء النزاع. ومع ذلك، تبدو فرص تحقيق هذا الحل تتضاءل في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، وانقسام المواقف داخل المجتمع الدولي بشأن كيفية الضغط على الحكومة الإسرائيلية للعدول عن قراراتها.