السودان يواجه مجاعة مدمرة وأوبئة تهدد حياة الملايين

الكاتب : يوسف إسماعيل

السودان يعيش حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث حيث تتقاطع المجاعة مع تفشي الأوبئة في مشهد مأساوي يهدد حياة الملايين. الصراع الدائر منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع ألقى بظلاله الثقيلة على مختلف الولايات وزاد من معاناة المدنيين الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحرب وسندان المرض والجوع

مدينة الفاشر في إقليم دارفور تمثل صورة واضحة لحجم الكارثة حيث تعيش منذ شهور طويلة تحت حصار خانق أدى إلى نقص حاد في الغذاء وارتفاع غير مسبوق في الأسعار فأصبح تأمين وجبة واحدة يوميا أمرا شبه مستحيل لكثير من الأسر. المنظمات الدولية وصفت الوضع بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان بعد استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين

التقارير الأخيرة أشارت إلى وفاة عشرات الأشخاص في الفاشر خلال أسبوع واحد نتيجة سوء التغذية بينما يعاني الآلاف في مخيمات النازحين من ظروف معيشية مأساوية. الأمم المتحدة حذرت من أن المجاعة قد تنتشر بشكل أوسع إذا استمر الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية

في جانب آخر سجلت السلطات الصحية أكثر من خمسة آلاف إصابة بالكوليرا في مختلف أنحاء السودان منذ منتصف العام الماضي مع عشرات الوفيات. منظمة الصحة العالمية أكدت أن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير بسبب ضعف نظام الرصد وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة نتيجة القتال المستمر

الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو تسببت في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين وسط تدمير واسع للبنية التحتية وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية. مجلس الأمن الدولي بدوره رفض إعلان قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها محذرا من خطورة الخطوة على وحدة البلاد

المجتمع الدولي يطالب بشكل عاجل بإنهاء الحصار المفروض على الفاشر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود إضافة إلى استئناف مفاوضات جدية تضع حدا للحرب وتفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة تضمن عودة الاستقرار وبناء دولة مدنية قادرة على مواجهة التحديات.