
تسريبات عن تجاهل نتنياهو تحذيرات الاستخبارات قبل حرب غزة

الكاتب : سمر فتحي
كشف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في إسرائيل، أهارون هاليفي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُبد اهتمامًا بالاستماع إلى تقييمات الأجهزة الاستخباراتية، رغم تلقيه تحذيرات بضرورة رفع مستوى الجاهزية لاحتمال اندلاع حرب قبل السابع من أكتوبر 2023، لكنه تجاهلها.
وجاءت تصريحات هاليفي ضمن تسريبات جديدة بثتها قناة “12” الإسرائيلية، قال فيها:
“في الماضي، كان من المعتاد أن يلتقي رئيس الوزراء مع رئيس الاستخبارات أسبوعيًا، ثم تراجعت اللقاءات إلى مرة شهريًا، ثم كل شهرين، وفي النهاية أصبحت تُعقد مرة كل ستة أشهر فقط”، مضيفًا: “ليس من صلاحية رئيس الاستخبارات أن يقرر ما إذا كان سيلتقي رئيس الوزراء أم لا”.
وبشأن الملف النووي الإيراني، أعرب هاليفي عن قلقه من التقدم الذي أحرزته طهران، وقال: “إيران ستصبح دولة نووية في نهاية المطاف، وإذا جرى التحقيق في تعامل إسرائيل مع الملف النووي خلال العقدين الماضيين، سيتضح أن المليارات التي صُرفت لم تحقق فائدة تُذكر، مقارنة بالمبالغ التي استثمرت مثلًا في بناء الجدار الفاصل في غزة”. كما شكك في صحة قرار إسرائيل بشأن ضرب إيران خلال عملية “الأسد الصاعد”، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن الجزم بما كان ينبغي فعله”، لكنه انتقد الضغط الذي مارسته تل أبيب على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي.
وتطرق هاليفي إلى اجتماع جرى في 11 أكتوبر 2023، بعد أربعة أيام من اندلاع الحرب في غزة، حيث دار نقاش حاد بين نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك يوآف جالانت، مشيرًا إلى أن نتنياهو قال في ذلك اللقاء إن “الضربات ضد أهداف في لبنان كان يجب أن تُنفذ مع بداية الحرب”، وهو ما وافق عليه لاحقًا.
وتأتي هذه التسريبات بعد أسبوع من تسريبات سابقة لهاليفي، تضمنت تصريحات مثيرة للجدل، أبرزها قوله: “لكل شخص قُتل في 7 أكتوبر، يجب أن يموت 50 فلسطينيًا”، إلى جانب اعترافه بالإخفاق الاستخباراتي الذي سبق الهجوم، معتبرًا أن أحد أخطر التحديات كان الاعتقاد السائد بأن “الاستخبارات لا تُخطئ”، وهو ما وصفه بأنه لم يكن مجرد غرور بل “مشكلة أعمق بكثير”.