
حرائق غير مسبوقة تلتهم نصف مليون هكتار في شبه الجزيرة الإيبيرية
.jpeg)
الكاتب : يوسف إسماعيل
أظهرت دراسة حديثة أن موجة الحرائق التي اندلعت في إسبانيا والبرتغال الشهر الماضي ارتبطت بشكل مباشر بتأثير التغير المناخي، إذ ارتفعت احتمالات وقوعها إلى أربعين ضعفًا عما كانت عليه في السابق، كما زادت شدتها بنسبة تقترب من ثلاثين في المئة.
وخلال أسابيع قليلة فقط، التهمت النيران ما يقرب من نصف مليون هكتار في شبه الجزيرة الإيبيرية وأودت بحياة العشرات، في حادث اعتبره الخبراء غير مسبوق من حيث الاتساع والسرعة.
وفي تقارير نقلها موقع غربة نيوز أوضحت فيها الباحثة في علوم المناخ بجامعة إمبريال كوليدج لندن كلير بارنز أن حجم الكارثة بالمذهل، مشيرة إلى أن المناخ الأكثر حرارة وجفافًا بفعل الانبعاثات ساعد على توفير بيئة مثالية لاندلاع حرائق بهذه القوة.
وبحسب الدراسة، فإن الظروف الجوية القاسية التي كانت نادرة الحدوث قبل الثورة الصناعية وتستغرق قرونًا لتتكرر، أصبحت اليوم متوقعة كل بضع سنوات فقط. فالموجات الحارة التي كان من المفترض أن تحدث مرة كل خمسمائة عام قد تتكرر الآن كل خمسة عشر عامًا، أما موجات الحرارة القصوى التي كانت استثنائية على مدى ألفين وخمسمائة عام فقد صارت محتملة كل ثلاثة عشر عامًا.
كما بيّن الباحثون أن تغيّر أنماط استخدام الأراضي ساعد على تفاقم الوضع، إذ أدى تراجع النشاط الزراعي وهجرة السكان من القرى إلى المدن إلى تراكم نباتات جافة قابلة للاشتعال بسرعة، ما وفر وقودًا كثيفًا للنيران.
وأكد الأكاديمي ديفيد غارسيا من جامعة أليكانتي أن النقاش العام في إسبانيا ركز على التغيرات الاجتماعية والريفية، لكنه لم يولِ الاهتمام الكافي لتأثير المناخ الذي لعب الدور الأكبر.
وفي مواجهة هذه الأزمة، كشف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن خطة من عشر نقاط للتعامل مع الظواهر الجوية المتطرفة، محذرًا من أن بعض الأحزاب اليمينية تتجاهل خطورة التغير المناخي وتعيق جهود معالجته.
ورغم أن الدراسة لم تمر بعد بالمراجعة الأكاديمية النهائية، فإن اعتمادها على بيانات ميدانية مباشرة يوضح أن أزمة المناخ لم تعد مجرد قضية مستقبلية، بل واقع يزيد من قوة وتكرار الحرائق في جنوب أوروبا.