.jpeg)
مأساة في لشبونة.. خروج قطار جبلي قديم يتسبب في مصرع 17 شخصا
.jpeg)
الكاتب : يوسف إسماعيل
شهدت مدينة لشبونة البرتغالية كارثة إنسانية بعدما خرج القطار الجبلي الشهير المعروف باسم جلوريا، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 140 عامًا، عن مساره بشكل مفاجئ أثناء نزوله من التل، لينحدر بسرعة كبيرة ويصطدم بأحد الفنادق في قلب الحي السياحي، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
الحادث أسفر عن وفاة 17 شخصًا من جنسيات مختلفة، بينهم ثلاثة بريطانيين وخمسة برتغاليين، إلى جانب كنديين و كوريين جنوبيين وأمريكي وفرنسي و سويسري و أوكراني، كما أصيب 22 آخرون بجروح متفاوتة، ولا يزال خمسة منهم في حالة حرجة تحت الرعاية الطبية.
ومن بين الضحايا البريطانيين المخرجة المسرحية كايلي جيليان سميث (36 عامًا) وصديقها المحاضر الجامعي ويليام نيلسون (44 عامًا)، اللذان كانا يقضيان عطلة سياحية في لشبونة، حيث نشرا قبل ساعات قليلة من الحادث صورًا لهما أمام معالم تاريخية شهيرة مثل قلعة ساو خورخي. كما لقي رجل بريطاني مسن يبلغ من العمر 82 عامًا مصرعه في الحادث.
الشرطة البريطانية في مقاطعة تشيشاير أعلنت أنها تدعم عائلات الضحايا وتقدم لهم المساعدة النفسية والقانونية، بينما دعت العائلات إلى احترام خصوصيتها في هذه الظروف القاسية.
أما فرقة مسرح MADS في مدينة ماكلسفيلد، فقد نعت المخرجة الراحلة كايلي سميث، مؤكدة أن فقدانها يمثل خسارة كبيرة للمسرح المحلي في شمال غرب إنجلترا.
الحكومة البرتغالية أعلنت الحداد الوطني، ووصف رئيس الوزراء لويس مونتينيجرو ما حدث بأنه واحدة من أعظم المآسي في تاريخ البرتغال الحديثز، متعهدًا بالكشف عن الأسباب الحقيقية للحادث ومحاسبة المسؤولين إذا ثبت وجود إهمال.
مكتب التحقيقات في حوادث الطيران والسكك الحديدية بالبرتغال أشار إلى أنه انتهى من تحليل بقايا القطار، وأن تقريرًا أوليًا سيصدر خلال الأسبوع المقبل، في حين تتواصل التحقيقات لمعرفة ما إذا كان الخلل ناتجًا عن عطل ميكانيكي في نظام المكابح أو عن تقصير في أعمال الصيانة الدورية.
القطار جلوريا ليس مجرد وسيلة نقل، بل يُعد معلمًا سياحيًا شهيرًا في لشبونة، حيث ينقل آلاف الزوار يوميًا بين المناطق المرتفعة المطلة على ساحات العاصمة، وهو ما جعل الحادث يثير مخاوف واسعة بشأن سلامة التراث السياحي القديم الذي لا يزال مستخدمًا حتى اليوم.
وعلى المستوى الدولي، عبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن حزنه الشديد لوفاة مواطنيه، وأكد أن حكومته تعمل بالتعاون مع السلطات البرتغالية لتقديم الدعم اللازم لعائلات الضحايا، كما أرسلت سفارات الدول المعنية فرقًا لمتابعة أوضاع المصابين وتسهيل عودة الجثامين إلى أوطانهم.