من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

الكارلو سلاح الفقراء في الصراعات المسلحة

2025-09-08 09:56:12.000
الكارلو سلاح الفقراء في الصراعات المسلحة

الكاتب : شيماء مصطفى

رشاش الكارلو يعد من أبرز الأسلحة محلية الصنع التي انتشرت في الأراضي الفلسطينية خلال العقود الأخيرة، لا يعتمد على تصميم صناعي موحد، بل يتم إنتاجه بطرق بدائية في ورش صغيرة، ما يجعله عرضة للأعطال والتشويش المستمر، كما يعاني من ضعف في الدقة، لكن معدل إطلاقه السريع وسهولة تصنيعه جعلا منه خيارا مفضلا لدى المسلحين الأفراد، والعصابات، والفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي.


الذخيرة معضلة الحصول والتوفير


رغم أن تصنيع الكارلو سهل نسبيا، فإن توفير ذخيرته يمثل التحدي الأكبر، يستخدم السلاح رصاصا من عيار 9 ملم، لكن الشركات المصنعة لا توفره محليا، ما يدفع المقاتلين للحصول عليه من السوق السوداء أو عبر طرق غير شرعية، بما في ذلك سرقته من الجيش الإسرائيلي، وفق تقارير إعلامية، هذه الصعوبة في التزويد بالذخيرة جعلت الاعتماد على السلاح محدودا في بعض الفترات، لكنه ظل حاضرا في العمليات الفردية.


الانتفاضات الفلسطينية


ظهر الكارلو لأول مرة خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، ثم استُخدم مجددا في الانتفاضة الثانية عام 2000، حيث لجأ الفلسطينيون إليه كبديل محلي منخفض التكلفة مقارنة بالأسلحة المهربة.


أصول السلاح


يرتبط الكارلو بالرشاش السويدي الشهير كارل غوستاف، الذي انتجته مصر عام 1956 تحت اسم بور سعيد، ومن هنا بدأت محاولات تطوير نسخ محلية أكثر بساطة، لتلبية الحاجة المتزايدة للسلاح في مواجهة الاحتلال.


عودة إلى الواجهة


عاد السلاح للظهور بقوة عام 2016، في عملية سارونا بتل أبيب التي نفذها شابان من مدينة الخليل وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين، وبعدها بعام، استخدم في هجوم باب الأسباط عام 2017 في القدس، حيث تمكن ثلاثة شبان من أم الفحم من قتل جنديين إسرائيليين.

لاحقا، انتشر استخدامه في مدن مثل الخليل ونابلس ورام الله ضد الحواجز العسكرية الإسرائيلية ومركبات المستوطنين، وفي عام 2022، برز من جديد في عملية بني براك قرب تل أبيب التي أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين.


الخصائص الفنية والتقنيةالعيار 9 ملم،سعة المخزن، 25 رصاصة فقط،المدى الفعال لا يتجاوز 100 متر.

هذه الخصائص تجعل الكارلو سلاحا أقرب إلى الاستخدام قصير المدى، وملائما لعمليات إطلاق النار المباغتة في مناطق مكتظة.



سلاح شعبي رغم العيوب


على الرغم من مشاكله التقنية وافتقاره للدقة، فإن الكارلو نجح في أن يكون أحد أكثر الأسلحة انتشارا بين الفصائل الفلسطينية، بفضل سهولة تصنيعه وانخفاض تكلفته. ورغم محاولات الحد من تداوله، فإنه ما زال يظهر في العمليات الفردية، ما يعكس استمرارية الحاجة إليه كسلاح بسيط وفعّال في ظروف محدودة.