ضربة أوكرانية لمحطة زابوروجيه النووية بروسيا

الكاتب : عمر إبراهيم

في تصعيد جديد يُنذر بعواقب وخيمة على الأمن النووي في أوروبا، أعلنت محطة زابوروجيه للطاقة النووية عن تعرض إحدى منشآتها لهجوم بطائرات مسيّرة، نُسب إلى القوات الأوكرانية، وذكرت إدارة المحطة، عبر بيان رسمي نُشر على قناتها في تطبيق تلغرام، أن الهجوم وقع صباح اليوم الخميس واستهدف مبنىً يُشار إليه بالحرف ج، وهو من المنشآت الحيوية داخل المحطة، ويحتوي على جهاز محاكاة نووي بالحجم الكامل يُستخدم لتدريب العاملين على تشغيل وإدارة وحدات الطاقة النووية.

ورغم عدم وقوع إصابات بشرية بين طاقم العمل نتيجة الهجوم، إلا أن الإدارة أكدت أن ما جرى يُعد تهديدًا مباشرًا لأمن المنشآت النووية وسلامة الكوادر الفنية، مشيرة إلى أن هذا النوع من الهجمات يهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الرعب في صفوف العاملين، ويُظهر تجاهلًا واضحًا للمعايير الدولية التي تُعنى بحماية البنية التحتية للطاقة النووية. وأضافت أن هذا الفعل الاستفزازي يُمكن أن يُعرض المنطقة لخطر كارثة نووية، خاصة في ظل استمرار النزاع العسكري المحتدم بين روسيا وأوكرانيا.

محطة زابوروجيه، التي تُعد الأكبر من نوعها في أوروبا، تقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبر بالقرب من مدينة إنيرغودار، وتضم ست وحدات طاقة نووية تبلغ القدرة الإنتاجية لكل منها نحو 1 غيغاواط، ومنذ مارس 2022، تخضع المحطة لسيطرة القوات الروسية، التي أعلنت بدورها مسؤوليتها عن حمايتها لضمان عدم حدوث أي تسرب إشعاعي أو نووي نتيجة الأعمال العسكرية في المنطقة.

وبحسب موقع غربة نيوز الهجوم الأخير يعيد تسليط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تُهدد السلامة الإشعاعية والأمن النووي العالمي، في ظل تصاعد الضربات المتبادلة بين الطرفين وغياب الالتزام الفعلي باتفاقيات حماية المنشآت الحيوية خلال النزاعات. كما يطرح هذا التطور الخطير تساؤلات حول مدى التزام الأطراف المتصارعة بقواعد القانون الدولي المتعلقة بأمن الطاقة النووية ومنع استهداف البنى التحتية ذات الحساسية الاستراتيجية ومع تزايد القلق الدولي، يُطالب مراقبون بضرورة تحرك فوري من المؤسسات الأممية للحد من هذه الانتهاكات وتوفير ضمانات لحماية المنشآت النووية من أي هجوم قد يُفضي إلى كارثة تتجاوز حدود الدول المتحاربة.