
غارة إسرائيلية تربك وساطة قطر

الكاتب : شيماء مصطفى
في تطور جديد على مسار المفاوضات الجارية، كثفت قطر مساعيها لإقناع حركة حماس بقبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وذلك بعد تحذير وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحماس بضرورة القبول بالصفقة المعروضة، مؤكدا أن إسرائيل وافقت عليها بينما اكتفى المسؤولون الإسرائيليون بالقول إنهم يدرسونها بجدية.
اجتماع قطري حمساوي في الدوحة
مساء الاثنين عقد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لقاء مطولا مع القيادي في حركة حماس خليل الحية، الذي يقود وفد الحركة المفاوض، لبحث تفاصيل المقترح الأميركي، وانتهى الاجتماع قبيل الساعة التاسعة والنصف ليلا بحسب مصادر مطلعة، لكن التحركات الحقيقية بدأت بعد مغادرة وفد الحركة.
اتصالات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي
عقب انتهاء اللقاء، أجرى المفاوضون القطريون اتصالات هاتفية مع نظرائهم الإسرائيليين لإطلاعهم على آخر المستجدات المتعلقة بجهود وقف إطلاق النار، واستمرت هذه الاتصالات حتى ساعات الفجر الأولى، في وقت وعدت حماس بتقديم رد رسمي بعد اثنتي عشرة ساعة من المباحثات.
ضربة إسرائيلية في قلب الدوحة
قبل انتهاء المهلة التي حددتها حماس، شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت مجمعا سكنيا في العاصمة القطرية، بعد أن رجحت أجهزتها الاستخباراتية وجود قيادات بارزة من الحركة داخله، وكشفت مصادر مطلعة أن الحكومة الإسرائيلية كانت تخطط لهذه العملية منذ أسابيع، معتبرة أن تنفيذ ضربة في الدوحة يستحق المخاطرة رغم حساسية الموقع.
انقسام داخل القيادة الإسرائيلية
أثارت العملية جدلا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية، إذ أعرب كل من رئيس أركان الجيش إيال زامير ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع عن تحفظات بشأن توقيت الغارة، خصوصا أنها جاءت بعد أيام من طرح واشنطن اقتراحها الجديد لوقف إطلاق النار، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مضى قدما في تنفيذ العملية، ملبيا مطالب شركائه المتشددين في الائتلاف الحاكم، ومتجاهلا تحذيرات كبار قادته العسكريين.
هدف العملية وتفاصيل التنفيذ
بحسب مصادر إسرائيلية، استندت العملية إلى معلومات دقيقة وفرتها أجهزة الأمن الداخلي حول اجتماع لقيادات حماس في الدوحة لمناقشة المقترح الأميركي، وكان القيادي خليل الحية الهدف الرئيسي للهجوم، وبعد تأجيل ليوم واحد للتأكد من هوية المستهدفين، صدرت الموافقة النهائية ظهر الثلاثاء، لتنفذ عشر طائرات مقاتلة الهجوم مستخدمة أنواع مختلفة من الطائرات الحربية بينها إف 35 وإف 15 وإف 16.
سياق إقليمي متوتر
تزامنت هذه التطورات مع استمرار الجيش الإسرائيلي في هجومه على مدينة غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويضع جهود الوساطة أمام تحديات كبرى، في وقت تحاول فيه واشنطن الحفاظ على زخم مبادرتها الدبلوماسية لوقف التصعيد.