انخفاض إنتاج الكهرباء في فرنسا بسبب الإضراب

الكاتب : عمر إبراهيم

تشهد فرنسا اليوم موجة واسعة من الاحتجاجات والإضرابات شملت قطاعات حيوية مثل النقل والصحة والتعليم، ما انعكس على إنتاج الكهرباء النووية، وأعلنت شركة الكهرباء الفرنسية EDF عن تراجع إنتاجها بمقدار 1.1 جيجاواط في محطة فلامانفيل 1، نتيجة إضراب العمال في إطار حركة احتجاجية متصاعدة.

ورغم أن الانخفاض اقتصر على هذه المحطة، فإن الحدث يثير القلق نظراً لاعتماد فرنسا على الطاقة النووية التي تمثل نحو 70% من إنتاج الكهرباء، بقدرة إجمالية تصل إلى 57 جيجاواط.

وتزامن هذا مع دعوات النقابات العمالية لتنظيم أكثر من 250 مظاهرة في أنحاء البلاد، اعتراضاً على خطة ميزانية 2026 التي تتضمن تخفيضات تصل إلى 43.8 مليار يورو، منها 5 مليارات من مخصصات الصحة، بالإضافة إلى مقترحات مثيرة للجدل مثل إلغاء يومي عطلة رسمية.

وتطالب النقابات بزيادة الإنفاق على الخدمات العامة، وفرض ضرائب إضافية على الأثرياء، مع رفض شامل لإصلاح نظام التقاعد الحكومي. وتصف هذه الإجراءات بأنها قاسية وتمثل سياسة تقشف جديدة تلقي العبء الأكبر على الموظفين والمتقاعدين والمرضى.

وتشير التوقعات إلى مشاركة جماهيرية ضخمة تتراوح بين 600 و900 ألف متظاهر في عموم البلاد، من بينهم ما يصل إلى 100 ألف في باريس وحدها، وهو عدد يفوق بكثير الاحتجاجات السابقة لحركة لنغلق كل شيء.

ومع اتساع رقعة الاحتجاجات في فرنسا، أعلنت وزارة الداخلية نشر 80 ألف شرطي ودركي لتعزيز الأمن ومواجهة احتمالات انضمام مجموعات متطرفة قد تتسبب في أعمال شغب.

هذه التطورات تأتي بعد سقوط حكومة رئيس الوزراء السابق فرانسوا بايرو في 8 سبتمبر، إثر الجدل السياسي والشعبي حول مقترحاته المالية، لكن الشارع الفرنسي لا يزال يرفض السياسات المقترحة، ويرى فيها تهديداً لمستقبل الخدمات العامة وزيادة لأعباء التقشف.