
شح المياه يهدد غزة بكارثة إنسانية

الكاتب : شيماء مصطفى
تتزايد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية كبرى في قطاع غزة مع تفاقم أزمة المياه وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتشديد الحصار المفروض على القطاع منذ أشهر، يواجه السكان وضعا بالغ الخطورة يتمثل في نقص حاد في المياه الصالحة للشرب وانهيار شبه كامل للبنية التحتية، فيما تتواصل الضربات الجوية وتتصاعد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة.
نقص حاد في الإمدادات اليومية
أعلنت بلدية غزة أن كمية المياه المتوفرة حاليا لا تتجاوز ربع الاحتياجات اليومية للسكان، وأوضحت أن الإمدادات تصل عبر خط ميكروت الإسرائيلي بكمية تقديرية تبلغ 15 ألف كوب يوميا، إضافة إلى عشرة آلاف كوب يتم إنتاجها من آبار محلية محدودة في وسط المدينة وبعض المناطق التي تتمكن فرق البلدية من الوصول إليها، وأشارت البلدية إلى أن هذه الكميات غير مستقرة وتعجز عن تلبية احتياجات مئات الآلاف من السكان.
تحذيرات أممية من موت عطش
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف أن غزة تقترب من مرحلة وصفها خبراؤها بـ مرحلة الموت عطشا بعد تعطل نحو ستين في المئة من منشآت إنتاج مياه الشرب وخروج غالبية محطات التحلية والصرف الصحي عن الخدمة، وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إيلدر إن الأطفال في القطاع يواجهون خطرا حقيقيا بالموت جراء العطش مع اقتراب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المضخات ومحطات التحلية.
انهيار البنية التحتية
يعاني القطاع من شلل شبه كامل في شبكات المياه والصرف الصحي بسبب تدمير محطات المعالجة والخزانات والأنابيب الرئيسية، كما انقطعت الكهرباء عن محطات التحلية منذ شهر مارس الماضي ما أدى إلى تفاقم الأزمة، واستمرار منع دخول الوقود جعل نسبة صغيرة فقط من المنشآت الحيوية قادرة على العمل، الأمر الذي يزيد من حدة المخاطر الصحية والبيئية.
نزوح واسع وسط القصف
على الصعيد الميداني، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن ما يقارب نصف مليون فلسطيني نزحوا من مدينة غزة إلى جنوب القطاع منذ نهاية شهر أغسطس مع اشتداد العمليات العسكرية، وأوضح مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير أن نحو 450 ألف شخص غادروا المدينة، بينما قدّر الجيش الإسرائيلي عدد النازحين بحوالي 480 ألفا، ويواجه الأهالي صعوبات كبيرة في مغادرة المدينة بسبب القصف العنيف والتكلفة المرتفعة وطول مدة الانتقال إلى الجنوب.
أزمة إنسانية متصاعدة
يعيش سكان غزة وضعا مأساويا تتداخل فيه أزمات الجوع والعطش وانعدام الخدمات الأساسية، ومع استمرار القصف ومنع دخول الوقود والمساعدات، ترتفع المخاطر الصحية والبيئية يوما بعد يوم، في وقت تحذر فيه منظمات دولية من أن أي تأخير في إدخال الإمدادات قد يؤدي إلى نتائج كارثية لا يمكن احتواؤها.